المسلسل يُعرض على قناة الإمارات خلال رمضان المقبل

«ص.ب 1003».. رسالة محـمّلة بمشاعر إماراتية من الثمانينات

صورة

حول الحياة بالإمارات في الثمانينات من القرن الماضي، وما شهدته من تطورات اجتماعية واقتصادية صاحبها صراع وتمازج فكريان؛ تأتي الدراما التلفزيونية «ص.ب 1003»، المأخوذة عن رواية الكاتب الإماراتي سلطان العميمي، والتي تحمل العنوان نفسه، وستعرض أبوظبي للإعلام المسلسل على «قناة الإمارات» في رمضان المقبل.

وقال مدير عام أبوظبي للإعلام، الدكتور علي بن تميم، إن «ص.ب 1003» عمل درامي إماراتي بامتياز، ونص أدبي حاز استحسان النقاد، وفاز بجدارة بمسابقة «أرى روايتي»، التي أطلقتها أبوظبي للإعلام العام الماضي، للإسهام في الحراك الثقافي والأدبي، وإطلاق العنان للمبدعين، مشيراً إلى أن اختيار الرواية جاء لأنها ليست مجرد رواية رومانسية، لكنها عمل يرصد ويوثّق زمنياً بيئات مختلفة في الإمارات، ليقدم بانوراما لحقبة مرت عليها أربعة عقود.

ورداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم» حول ضعف الإنتاج الدرامي المحلي؛ قال بن تميم إن التحدي الكبير في هذا الأمر، هو غياب النصوص الدرامية التي يمكن من خلالها تقديم مفاهيم ورؤى جديدة تستحق أن تعرض على الجمهور، ما دفع «أبوظبي للإعلام» لإطلاق مسابقة «أرى روايتي» لاستقطاب أعمال جديدة؛ بما يسهم في توسيع دائرة الأفكار والقضايا المطروحة في الأعمال الدرامية.

وأضاف بن تميم، خلال مؤتمر صحافي عقد يوم الأحد الماضي للإعلان عن تفاصيل «ص.ب 1003»: «تلقينا أكثر من 70 عملاً روائياً تفاوتت في جمالياتها، كما نفتح حالياً أبواب المسابقة، لاستقبال نصوص جديدة لتحويلها إلى دراما».

سعادة وقلق

من جانبه؛ أعرب الكاتب سلطان العميمي عن سعادته بفوز الرواية في مسابقة فريدة من نوعها هي «أرى روايتي»، وشعوره في الوقت نفسه بالقلق، لتحويل أول عمل روائي له إلى مسلسل تلفزيوني، مشيراً إلى أن «ص.ب 1003» هي روايته الأولى، واستغرق إنجازها خمس سنوات؛ وتنقل صوراً متعددة عن مجتمع الإمارات في الثمانينات، وأشكالاً من العلاقات التي كانت سائدة فيه، سواء بين أبناء الإمارات والمقيمين من جنسيات مختلفة، أو بين الرجل والمرأة، كما ترصد الرواية الأفكار المرتبطة بالآخر داخل الدولة وخارجها، وكذلك الصورة الذهنية عن الغرب، وغيرها من ملامح المجتمع في تلك الحقبة.

وأضاف العميمي: «تشكل الرواية جزءاً من زمن عشته في الثمانينات، له خصوصيته الحياتية والاجتماعية والزمانية والمكانية، وتعرض كيف كانت الحياة في مجتمع الإمارات في تلك الآونة، ففي ظل التطور الكبير والمتسارع الذي حدث منذ بداية التسعينات، ولم يتوقف حتى الآن، باتت هذه الحياة تبدو كأنها كانت في زمن بعيد جداً. كما تكتسب الثمانينات أهمية خاصة، نظراً لكونها تشكل مرحلة انتقالية من الحياة البسيطة إلى الانفتاح على التطور، كذلك تشكل الرواية بالنسبة لي نافذة على عالم جميل، لم يعد موجوداً حالياً هو عالم الرسائل التي كانت مثل نوافذ للتواصل مع الآخر، وكانت وسيلة التواصل الثانية من حيث الأهمية بعد الهواتف المنزلية، لما تتميز به من حميمية، كأنها محمّلة بالمشاعر التي يصبها أصحابها على الورق».

وحول الاختلاف بين الرواية والمسلسل؛ أوضح الكاتب أنه من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف بينهما، لكن منذ البداية رسمت خطوطاً واضحة لسير العمل في كتابة السيناريو.

بطولة جماعية

من ناحيته، تطرق المنتج سلطان النيادي إلى التفاصيل الإنتاجية للمسلسل؛ الذي يضم 19 فناناً وفنانة، يؤدون أدواراً رئيسة، لذلك يتميز العمل بالبطولة الجماعية وليست الفردية؛ معتبراً أن أبرز التحديات التي واجهته كمنتج كانت تتعلق بتوفير بيئة مماثلة لفترة الثمانينات، إذ تم بناء وترميم بيوت في منطقة الرمس تشبه تلك التي كانت قائمة في فترة الأحداث، كما تمت الاستعانة بـ40 سيارة كلاسيكية، وحافلة نقل طلبة الجامعة من طراز قديم وتحمل الشعار القديم للجامعة، وغيرها من التفاصيل التي تعطي صدقية للعمل. وأشار النيادي إلى أن اختيار رأس الخيمة، جاء لأنها تتميز ببيئة متنوعة تجمع بين البحر والجبال والرمال، لافتاً إلى انتهاء تصوير مشاهد المسلسل في الإمارات، ومن المقرر أن يسافر فريق العمل لتصوير المشاهد المتبقية في العاصمة البريطانية لندن.

وذكر أن الأعمال الدرامية، التي تتناول فترات زمنية ماضية من تاريخ دولة الإمارات وتعبّر عن المجتمع في تلك الفترات، هي الأقرب إلى نفسه، ويجد نفسه فيها، مشيراً إلى أنه قدم من قبل أعمالاً عدة من هذا النوع، منها «دروب المطايا»، الذي تناول المجتمع في فترة الثلاثينات، و«زمن طناف» الذي يتناول فترة تمتد من السبعينات إلى 2010، مشدداً على أهمية تقديم أعمال تلقي بالضوء على مجتمع الإمارات، وشخصيات إماراتية ناجحة، مثل مسلسل «الماجدي بن ظاهر»، الذي قدمه رمضان الماضي مع «أبوظبي للإعلام».

علياء.. وعيسى

تتركز قصة المسلسل في حقبة ثمانينات القرن الماضي؛ إذ يجري تصويره بين الإمارات ولندن. وتدور الأحداث حول شابة إماراتية تدعى علياء، انتقلت إلى لندن لاستكمال دراستها، وبالمصادفة تعثر في صفحة المراسلة والتعارف على صورة شخص اسمه عيسى (جار الطفولة)، فيثير فيها الحنين إلى طفولتها. هذا الشعور المفاجئ يوقظ لدى علياء حافزاً لمراسلة عيسى، الذي يهوى التعارف والمراسلة وجمع الطوابع البريدية، كما ذكر في إحدى المجلات، هكذا تنشأ علاقة بين الاثنين، لكنها لا تتجاوز حدود الرسائل المكتوبة.

المسلسل من سيناريو وحوار محمد حسن، وإخراج باسم شعبو، ومن بطولة: جاسم الخراز، وميثاء محمد، وأمل محمد، وخالد البناي، وياسر النيادي، وهدى الغانم، وريم حمدان، وبسمة مصطفى، وخديجة سليمان، وعبدالله حيدر، وعبدالرحمن الزرعوني، وعبدالله مسعود، ومحمد جمال، وخالد النعيمي، وفاطمة الحوسني، وسارة العلي.

إنتاجات حصرية

كشف المدير التنفيذي لدائرة التلفزيون، عبدالرحمن الحارثي، عن أن «شبكة قنوات تلفزيون أبوظبي» تنتج، هذا العام، ما يقرب من ثمانية أعمال درامية حصرية، تسعى من خلالها إلى ترسيخ سياسة الانتقائية في ما تقدمه، مشيراً إلى اتجاه الشركة للاستثمار في الأعمال الفنية التاريخية والأدبية، مع عدم إغفال الكوميديا الهادفة، بعيداً عن السخرية من شكل الأشخاص أو الانتقاص منهم، إذ تتضمن الأعمال مسلسلاً كوميدياً، يؤدي بطولته الفنان جابر نغموش.

وعن مسلسل «ص.ب 1003»؛ أوضح الحارثي أن «أبوظبي للإعلام» وضعت نصب عينها توفير أقصى مستويات الدعم، لتصوير المسلسل وفق الظروف الزمنية التي يحاكيها، فتم بناء مواقع التصوير، وتوفير البيئة اللازمة لمحاكاة حقبة الثمانينات، ليقدم العمل للمشاهد تجربة تلفزيونية ممتعة.

انتقاد التكرار

انتقد الكاتب الإماراتي سلطان العميمي الدراما الخليجية، وما يشوبها من تكرار. وقال إن «علاقتي الشخصية كمشاهد بالدراما انتهت منذ فترة، لأن الأعمال صارت نسخة من بعضها، وجميعها تدور حول الموضوعات نفسها.. طلاق ثم تفكك الأسرة وإدمان ومخدرات وسجن، فهل هذه هي كل مشكلات المجتمع الخليجي، وهل هذه هي الصورة التي نرغب في أن نقدمها للآخرين عن مجتمعاتنا».


70

عملاً، تفاوتت في

جمالياتها، تقدمت

لمسابقة «أرى

روايتي».

تويتر