سلامة الشامسي أكَّدت أن عملها في متحف زايد الوطني علَّمها الكثير

أول مديرة لـ «قصر الحصن»: تعييني تجسيد لثقة قادتنا بالشباب

صورة

أكدت سلامة الشامسي أن تعيينها كأول مديرة لـ«قصر الحصن» في أبوظبي، هو تجسيد لفكر وسياسة قادة دولة الإمارات وثقتهم بالشباب من الجنسين، وهي سياسة ليست جديدة، إذ كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يدعم المرأة وتعليمها، وكان يرسل الفتيات في بعثات لدراسة الطب والهندسة وغيرهما من التخصصات، كما تولي سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات) اهتماماً كبيراً للمرأة والطفل والأسرة.

وأشارت الشامسي، في حوارها مع «الإمارات اليوم»، إلى أن المرأة في الإمارات لا تحتاج إلى مطالبة بحقوقها، مثل دول كثيرة في العالم، بفضل دعم قادة الدولة وحكومتها، مضيفة: «بالنسبة لي؛ شرف وفخر كبيران أن أتولى مشروعاً بحجم (قصر الحصن)، الذي يمثل صرحاً وطنياً ثقافياً تاريخياً مهماً، وأتمنى أن أكون على قدر المسؤولية».

وأوضحت أن تجربتها في العمل مع مشروع متحف زايد الوطني على مدى سبع سنوات، وقبلها العمل في مشروعات ثقافية مختلفة بدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، علمتها الكثير، وأكسبتها خبرة طويلة في هذا المجال، إذ تعاملت مع مختصين في مختلف مجالات العمل الثقافي، خصوصاً في تاريخ المتاحف والسرد المتحفي والبحوث وتشغيل المتاحف، كما تلقت خلال تلك الفترة العديد من الدورات التدريبية، داخل الدولة وخارجها.

وتابعت الشامسي «عملي في مشروع متحف زايد الوطني علمني الكثير؛ فالمتاحف والمباني التاريخية في الإمارة، سواء قصر الحصن أو متحف زايد الوطني أو متحف العين أو المويجعي أو الجاهلي، كلٌّ منها يكمل الآخر، ويمثل حلقة في قصة وطنية واحدة، تقدم سرداً تاريخياً عن أبوظبي في مختلف العصور».

برنامج متواصل

وعن فعاليات افتتاح قصر الحصن وبرنامجه التالي للافتتاح؛ أوضحت سلامة الشامسي أن فترة الافتتاح، الممتدة من 7 إلى 15 ديسمبر المقبل، ستشهد فعاليات مكثفة تراثية وتاريخية وثقافية، تهدف إلى تعريف الزوار بتاريخ الإمارات وتراثها، ومن هذه الفعاليات: رواية القصص للأطفال، وأركان للصناعات البحرية وحرف النخيل، والحرف التقليدية في البيئات المختلفة في الإمارات، وكذلك تعليم آداب المجلس وآداب القهوة والصقارة، وغيرها من الحرف والسنع المرتبطة بالمجتمع الإماراتي والبيئات المختلفة فيه.

وذكرت أن المجمع الثقافي سيستهل نشاطه بمعرض فني، يضم أعمال 25 فناناً وفنانة من أبنائه الذين بدأوا مشوارهم فيه، ومنه انطلقوا للساحة الفنية، بينما ستفتتح مكتبة الأطفال والمسرح الداخلي في المجمع مارس المقبل. أما بيت الحرفيين، الذي يمثل إضافة جديدة لموقع قصر الحصن، فسيكون مجهزاً ليجمع الحرفيين من مختلف أنحاء أبوظبي ليقدموا الحرف التراثية؛ مثل السدو والخوص والتلي وغيرها، كما سيقدم عروضاً وورش عمل للزوار، ودروساً متخصصة لمن يرغب في تعلم واحتراف هذه الصناعات، لافتة إلى أن فعاليات وبرامج الأنشطة في موقع قصر الحصن ستتواصل على مدار العام.

واعتبرت الشامسي أن الاستعدادات المكثفة للافتتاح، رغم أهميتها، إلا أن التحدي الأهم هو أن يستمر العمل في الموقع طوال السنة، مضيفة: «مسؤولية العمل في قصر الحصن لا تتوقف عليّ فقط، فخلف هذا المشروع يعمل فريق كامل باسم دائرة الثقافة والسياحة وباسم إمارة أبوظبي، ودائماً أقول لفريق العمل إن التركيز على أن يخرج الافتتاح في أفضل صورة مهم، لكن هناك تحدٍّ آخر يتمثل في تشغيل الموقع طوال السنة بالكفاءة نفسها، لذلك علينا بذل أقصى جهد لتنفيذ المشروع، واستمرار العمل فيه على أكمل وجه، ونأمل أن نكون عند حسن ظن الجميع بنا».

ترويج

وتطرقت مديرة قصر الحصن إلى خطط الترويج للموقع، إذ تركز الإدارة على التواصل مع المدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة في أبوظبي لتنظيم رحلات للطلبة إلى الموقع، حتى يتعرفوا إلى تاريخ الدولة، وبالفعل هناك إقبال كبير من المدارس على التسجيل لتنظيم زيارات طلابية لقصر الحصن بفضل التعاون الكبير الذي قدمته دائرة التعليم والمعرفة.

وعلى الجانب الآخر؛ يعمل قطاع السياحة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي على تنفيذ خطة ترويجية لاستقطاب السائحين من مختلف الجنسيات، وكذلك تشجيع المقيمين على زيارة الموقع، في إطار هذه الحملة جاءت المشاركة في معرض السفر الذي اختتم فعالياته في لندن، أخيراً، بجناح خاص بقصر الحصن.

وحول التحديات التي واجهت الفرق أثناء العمل على تنفيذ مشروع قصر الحصن؛ قالت الشامسي إن «أي مشروع، سواء كان كبيراً أو صغيراً لابد أن يواجه تحديات وصعوبات، لكن بالنسبة لقصر الحصن لم تكن هناك تحديات يمكن أن تعيق العمل، لكن صعوبات تم تجاوزها بفضل العمل كفريق واحد»، معتبرة أن من أبرز هذه الصعوبات استمرار عمليات الترميم 10 سنوات كاملة، والحرص الشديد على أن تجري عمليات الترميم على الوجه الأكمل، وكذلك كانت هناك صعوبة في التوفيق بين الطبيعة التاريخية للأبراج التي يتضمنها المبنى من جهة، ورغبة القائمين على المشروع في إضافة وتوظيف عوامل جذب وعروض تفاعلية تبرز جماليات هذه الأبراج من جهة أخرى، «وفي النهاية تم التوصل لحل نأمل أن يرضي الجميع، وأن نخلق للزائر تجربة تفاعلية ثرية تجمع بين الفائدة والمتعة».

غرف وقاعات

وعن طبيعة المبنى التاريخي لقصر الحصن وهل شهد تغييرات على القاعات والغرف؛ أوضحت سلامة الشامسي أن كل الغرف ستكون مثل ما كانت في الأربعينات من القرن الماضي، عقب التوسعة التي نفذها الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، «ونظراً لأن غرف القصر شهدت تغييرات كثيرة من سكان القصر أنفسهم مع تغير الفصول بين الصيف والشتاء، اخترنا أن تتحدث كل غرفة عن شخصية من شخصيات سكان القصر، وسيرى الزوار هذا عند الافتتاح، ويتعرفون إلى المعلومات المرتبطة بكل شخصية من خلال البطاقات المكتوبة، أو من خلال شباب تم اختبارهم وتدريبهم للقيام بجولات مع الزوار في القصر، وتقديم كل المعلومات، كذلك هناك تطبيق إلكتروني على الهواتف يقدم تجربة تفاعلية للزائر عندما يدخل مكاناً أو غرفة من الغرف في القصر، إذ يقدم التطبيق معلومات وصوراً إضافية له عن المكان».

رؤية زايد

أوضحت مديرة قصر الحصن، سلامة الشامسي، أن تصميم الموقع يأتي امتداداً للرؤية التي اعتمدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للمكان، إذ اختار - طيب الله ثراه - أن ينشئ المجمع الثقافي بجوار أقدم مبنى في أبوظبي، حتى يجمع بين القديم والحديث، مشيرة إلى أن التصميم المعماري للمكان يستلهم طبيعة أبوظبي ومفرداتها، مثل واحات العين.

سلامة الشامسي:

• «شرف وفخر كبيران أن أتولى مشروعاً بحجم (قصر الحصن)، الذي يمثل صرحاً وطنياً ثقافياً تاريخياً مهماً».

• «تعاملت مع مختصين في مختلف مجالات العمل الثقافي، خصوصاً في تاريخ المتاحف والسرد المتحفي والبحوث».

• 7 ديسمبر المقبل، ينطلق برنامج افتتاح قصر الحصن، الذي يتواصل حتى 15 من الشهر نفسه.

تويتر