في تقرير لـ «الثقافة وتنمية المعرفة» حول الاستدامة في المجال الثقافي

الإمارات الثالثة عالمياً في مؤشر الثـقافة الوطني

صورة

كشف تقرير أعدته وزارة الثقافة وتنمية المعرفة لقياس نسبة تحقيق مؤشرات الأداء الاستراتيجية، المتعلقة بالاستدامة في المجال الثقافي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبوأت المرتبة الثالثة عام 2015 في التنافسية في مؤشر الثقافة الوطني على مستوى العالم، متقدمة بذلك خمسة مراكز، عن المركز الثامن الذي كانت تحتله في 2014. كما عكس التقرير ارتفاع نسبة تحقق مؤشرات الاستدامة في أداء الوزارة ليصل إلى 94% في عام 2015، مقارنة بـ92% في 2014. وشدد التقرير على أهمية دمج البعد الثقافي في الاستدامة ليصبح البعد الرابع المضاف إلى الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مشيرا إلى أن نسبة تحقق مؤشرات الاستدامة في معظم المحاور المطروحة جاءت أعلى من المستهدف.

الإمارات مثال للتسامح والتعايش

يعتمد قياس ترتيب الدول في التنافسية على تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية، الذي يصدر كل عام عن مركز التنافسية العالمي، التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية بمدينة لوزان السويسرية، التي تعد واحدة من أهم الكليات المتخصصة على مستوى العالم. ويقيس التقرير تنافسية 60 دولة عالمية عبر أربعة محاور مختلفة. وفي ما يتعلق بالتنافسية في مؤشر الثقافة الوطني، اعتمد تحديد ترتيب الدول على طرح سؤال حول مدى انفتاح الثقافة الوطنية للدولة على الأفكار والثقافات الأخرى، وكانت نسبة معدل الإجابات في دولة الإمارات (6) بالإيجاب مقابل (1) بالسلب، وهو ما يعكس بوضوح ما يتميز به مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، من قيم التسامح والانفتاح والتفاهم التي تجمع كل من يقيم في الدولة؛ إذ يوجد أكثر من 200 جنسية ينعمون بالعيش والاحترام والتقدير، في بيئة عالمية مثالية جعلت من الإمارات مثالاً عالمياً للتعايش والتسامح.

واعتمد التقرير في قياس نسبة تحقيق مؤشرات الأداء الاستراتيجية المتعلقة بالاستدامة في المجال الثقافي على قياس معدلات الإنجاز المتحققة في عدد من المجالات والمحاور المرتبطة بالعمل الثقافي في الدولة؛ حيث أظهر ارتفاع نسبة النمو في عدد رواد المراكز الثقافية التابعة لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة، التي تبلغ تسعة مراكز تتوزع على مختلف إمارات ومناطق الدولة، في عام 2015، إلى 11 ألفاً و556 شخصاً، مقارنة بـ6881 في عام 2014. وجاءت هذه الزيادة متزامنة مع ارتفاع نسبة رضا رواد الفعاليات الثقافية والفنية. كما شهد عدد رواد المكتبات ارتفاعاً واضحاً في عام 2015 ليصل إلى 10 آلاف و223 شخصاً، مقابل 6183 في 2014، فيما زاد الإقبال على الفعاليات الثقافية من 11 ألفاً و52 شخصاً عام 2014 إلى 14 ألفاً و222 في عام 2015، وزاد عدد الإصدارات الإبداعية والثقافية والفكرية من 66 إصداراً في 2014 ليصل إلى 82 إصداراً في 2015.

أيضاً اعتمد التقرير ضمن معاييره على قياس مدى وعي المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة للجانب الثقافي بمختلف جوانبه، ومدى تأثيره في سلوكهم. حيث بلغت نسبة الرضا العام عن الوعي الثقافي لدى أفراد المجتمع 94.53% خلال عام 2015، بحسب ما أظهره استبيان أجرته الوزارة على عينة من الجمهور، وتضمن محاور عدة هي: التراث الوطني، والتجانس الثقافي، والقيم والمعتقدات، والجانب الاقتصادي، والفعاليات الثقافية.

وفي ما يتعلق بمستوى تمثيل الدولة في المحافل والفعاليات الثقافية المهمة عربياً ودولياً؛ أشار التقرير إلى تحقيق المشاركة في 26 محفلاً من أصل 30 في عام 2014 حيث تم الاعتذار عن أربعة محافل. أما في 2015 فقد تمت المشاركة في 24 محفلاً من أصل 27، حيث تم الاعتذار عن ثلاثة محافل.

وأوضح التقرير في ما يرتبط بمؤشر الإمارات الثقافي (الذي يقاس كل سنتين وتضمّن الهوية الوطنية ومنظومة القيم والاتجاهات السائدة في الدولة)، ارتفاع المؤشر الثقافي من 7.80 في عام 2013 إلى 8.3 (من 10) في عام 2015، مرجعاً هذا الارتفاع إلى الاستمرارية في التركيز على أهمية العمل الجاد في الدوائر والمؤسسات والهيئات الاتحادية والحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني، والتركيز على جوائز التميز التي تمنحها دولة الإمارات للمبدعين والمتميزين، سواء على المستوى الفردي أو على مستوى الدوائر والمؤسسات، بالإضافة إلى توفر العديد من الدورات والبرامج والمبادرات التي تعمل على تطوير أداء الموظف في جميع المجالات. وفي المقابل كشفت الدراسة عن تدنٍّ في الأداء على البعد المتعلق بالأطفال، حيث بلغ المتوسط 5.85 في الدراسة التي أجريت عام 2015، وفي عام 2012 بلغ 5، ودعت الدراسة إلى الاهتمام بعمل ورش ودورات في الإرشاد الأسري، وزيادة الوعي لدى المواطنين من خلال البرامج المختلفة للربط بين عملية الإنجاب وتوفير الرعاية والتعليم الملائمين لكل طفل.

كما جاء نجاح دولة الإمارات في إدراج عدد من المكونات الثقافية ضمن قائمة التراث العالمي من بين المعايير التي اعتمدها مؤشر الاستدامة في المجال الثقافي، حيث نجحت الإمارات في عام 2014 في إدراج أربعة عناصر هي: السدو والتغرودة والصقارة والمجالس، وفي عام 2015 أضيف عنصر خامس هو القهوة.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر