عرضان لأوبرا بكين ومعرض للتراث الفني

ذاكرة «الأيام الصينيـة» تتألقفي «العويس الثقافــية»

لوحة راقصة من عروض أوبرا بكين. تصوير: مصطفى قاسمي

عادت، مساء أول من أمس، مؤسسة العويس الثقافية إلى ذاكرة الأيام الثقافية مجدداً، عبر افتتاح معرض للتراث الفني الصيني، تلاه عرض لأوبرا بكين الصينية استقطب عدداً كبيراً من الزوار الذين تعايشوا مع لوحات غنائية وتعبيرية استحضرت الموروث الشعبي الصيني، فيما اختتمت الايام فعالياتها أمس بعرض ثان للأوبرا نفسها، ولقاء إعلامي مع المذيعة الصينية شيوي تشونني.

وعلى إيقاع الموسيقى الصينية الكلاسيكية بدأت الفرقة الأوبرالية عزفاً مصحوباً بلوحات راقصة بعنوان «طريق الحرير الأحمر»، ممثلة ألواناً متنوعة من الأزياء الشعبية الصينية عبر ملابس العارضات اللائي تناغمن مع الموسيقى.

بانوراما صينية

 http://media.emaratalyoum.com/inline-images/356347.jpg

التنين الصيني أمتع رواد مؤسسة العويس الثــــــــقافية بفنونه المتنوعة. تصوير: مصطفى قاسمي

اكتست مؤسسة العويس الثقافية ببانوراما صينية على مدار اليومين الماضيين، نغماً وطرباً وتشكيلاً، في استمرار لتقليد «الأيام الثقافية» التي عبر بعضها عن روح الشرق، وبعضها الآخر عبر عن ملامح ثقافات وفنون غربية، إلا أن المشهد العربي كان الأكثر بروزاً عبر فعاليات تستعرض نماذج من الثقافة والفنون العربية المتنوعة. المعرض الفني الصيني الذي لايزال مفتوحاً أمام الزائرين في المؤسسة يتميز باحتفائه بالفنون الورقية والتشكيلات التي تعتمد على مواد بسيطة، خصوصاً التشكيلات الطينية. وفي الوقت الذي تصدح فيه فرقة بكين بنماذج من الإرث الموسيقي والغنائي الصيني، فإن المعرض الفني كان يحيل مباشرة إلى مساحة أخرى من الذاكرة الفلكلورية تتعلق بجماليات صاغتها أيدٍ شعبية صينية ماهرة، معظمها لربات بيوت وفتيات، في مؤشر دال على تجاور إبداع النخب الثقافية ممثلة بالفنون الأوبرالية، جنباً إلى جنب إبداع الطبقة الشعبية.

وعبرت المقطوعات الموسيقية عن نماذج من التراث الصيني، وكانت مقطوعة «طريق السماء» ذات جمالية فائقة، جعلت الجمهور يعبر تصفيقاً حاراً عن إعجابه، قبل أن تسلمهم «أوبرا بكين» إلى «شذى الوطن» ثم «طائر الشمس» التي مثلت مواءمة بين النغم والاستعراض الجسدي.

الحدث الذي تنظمه مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، بالتعاون مع القنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية في دبي، وينصب تحديداً على التراث الغنائي والموسيقي والتشكيلي لمقاطعة نينغشيا الصينية، إضافة إلى نماذج من إبداعات فرقــة أوبرا بكين للرقص والغنــاء يمثل سيراً على نهج إقامة مهرجانات ثقافية لدول عربية وأجنبية.

معرض

ضم المعرض التراثي مجموعة من الأعمال الورقية التي توضح المهارة الفنية الشعبية في عموم الصين، وتركز معظم موضوعاتها على الحيوانات والنباتات والزهور، كما تضمن أزياء نسائية من قومية هوي التي تتميز بالبراعة في صنع الأزياء منذ القدم، إذ تتم خياطة جميع الأزياء التقليدية لقومية هوي من قبل النساء يدوياً.

اللافت أن المعرض يضم نماذج من الخط العربي، في إشارة إلى أثر الثقافة العربية الإسلامية ضمن المكون الشامل لثقافة التنين الآسيوي، عبر التبادل التجاري والثقافي عن طريق الحرير في عهدي أسرتي هان وتانغ الملكيتين.

واستلهم فن الخط العربي لقومية هوي بنينغشيا بعض التقاليد الفنية للخط الصيني التقليدي، وفي عملية تطوره ظهرت تدريجياً أنواع عديدة مثل الخط الكوفي وخط الثلث، والنسخ، والرقعة، والفارسي، (يُسمى أيضاً بخط التعليق)، والخط الديواني والريحان والمغربي وخط السياقة وغيرها. وهناك فنانون صينيون اكتسبوا شهرة خاصة في مجال الخط العربي، منهم ليو تشينغ شيان، وتشانغ أي بو، ودينغ شينغ جو.

إضافة إلىأذلك يزخر المعرض بنماذج من الخط الصيني الذي يعد تدوينه فناً عريقاً ورائجاً ويشمل مذاهب وأنماطا مختلفة. فيما يجمع المعرض بين نتاج أعمال وحرف وفنون يدوية مختلفة، منها أعمال من فن النحت على الطين وتصنيع الطين وصنع بطانة التمثال وتلوينها وغيرها من التشكيلات.

فن الورق

تعتبر الأعمال الورقية مهارة فنية شعبية في عموم الصين، وفي نينغشيا تتميز بهوية خاصة، ولها صلة عميقة بحياة عامة الناس، إذ تضفي أجواء من الفرح، وتشمل الأعمال الورقية أنواعا عديدة، ويستطيع الفنانون الشعبيون إبداع رسوم فنية رائعة بالاستفادة من الأشياء البسيطة والعادية، وقلما تجد من خلال الأعمال الورقية لقومية هوي الموضوعات المعنية بالأشخاص والحيوانات الشرسة. وفي العادة تعمل بها النساء، حيث يقصصن الأوراق حتى تصبح على شكل أعشاب وأسماك وتنانين وعنقاء، ويعبرن من خلالها عن حب أبناء قومية هوي للحياة.

تويتر