زوجة جورج سيدهم.. حكاية وفاء اسمها الدكتورة «ليندا»

صورة

في وداع أحد صناع الفرح، الفنان الكوميدي جورج سيدهم، الذي رحل يوم الجمعة الماضي، عن 82 عاماً، فرض اسم شريكة عمره الوفيّة نفسه، ليعزيها الجميع أولاً، ويشيدوا بدكتورة تركت مهنتها حين مرض زوجها، لتنذر نفسها على مدى 25 عاماً لخدمته برضا منقطع النظير.

أحاديث بالجملة على شاشات الفضائيات وتغطيات على صفحات الجرائد والمواقع، توالت بعد وفاة الفنان جورج سيدهم، لتتذكّر أدواره خفيفة الظل التي رسمت البسمة على وجوه الملايين، بصحبة «ثلاثي أضواء المسرح»، ولكن بعيداً عن كلمات العزاء، حضرت شهادات كثيرة لتقول كلمتها في حق الزوجة النموذج، وهي الدكتورة ليندا مكرم: «الست التي تستحق أن يصنع لها تمثال» على حد تعبير الفنانة دلال عبدالعزيز التي كانت مقرّبة من تلك الأسرة، بحكم ارتباط زوجها النجم سمير غانم برفيق دربه جورج سيدهم.

مرض طال

لم تكتف الشهادات بالتطرّق إلى فترة مرض الفنان التي طالت، ولم تقصّر فيها الزوجة لحظة، ولم تفكر أن تترك مريضها في مستشفى ما، وتزوره من حين لآخر، بل سهرت بنفسها على رعايته وتطبيبه طوال ربع قرن، إذ سلط قريبون من العائلة الضوء على حكاية حب من نوع متفرّد، وكيف التقى فنان (يسمى جورج) كان عازفاً عن الزواج، صيدلانيةً أحبها من النظرة الأولى، فغيّر قناعاته، وقرر دخول القفص الذهبي، كما روى شاهد على حكاية الحب، وهو الناقد السينمائي طارق الشناوي: «شاهدت مراسم الزواج في الكنيسة وبعدها في أحد الفنادق الكبرى أتذكر جيداً أن المطرب الشعبي شفيق جلال غنّى لصديقه (شيخ البلد خلف ولد)، ثم استبدلها في الإعادة (قسيس البلد خلف ولد)».

وأضاف الكاتب في مقال له، أول من أمس، في جريدة المصري اليوم تحت عنوان: «جورج وليندا حكاية حب عابرة للزمن!»: «قبل بضعة أشهر قلت للسيدة العظيمة د. ليندا (الناس تعتبرك قديسة، جورج سيدهم طريح الفراش منذ ربع قرن ومن وقتها وكل حياتك وقفاً عليه، كان من الممكن أن يقيم في مستشفى وتذهبي إليه يومياً). قالت (إذا اعتبرت أني أمنح جورج شيئاً فهو يمنحني كل شيء، أنا مدينة له بعمري، وأتواصل معه في كل لحظة، لدينا شفرة خاصة تتجاوز أبجدية الكلام، هو الذي يمنحني الحياة أنا التي أحتاج إليه، أتكئ عليه عندما تتعثر خطواتي، ويواسيني بطبطبة يديه عندما تنهمر دموعي)».

وودعت مصر أمس الأحد في جنازة محدودة، اقتصرت على حضور قليل من المقربين جداً، نظراً للظروف الحالية، ومنع التجمّعات الكبيرة، ضمن الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

شهادة «فاطمة»

ليس بعيداً عن شهادة الناقد طارق الشناوي في حق زوجة الفنان الراحل جورج سيدهم، تأتي شهادة أخرى من كاتبة كانت مقرّبة من تلك العائلة أيضاً، وهي الدكتورة فاطمة ناعوت التي لم تكتف بالكلمات، بل نسجت قصيدة وأهدتها إلى الدكتورة ليندا، من قبل وفاة شريك عمرها، وكانت بعنوان: «يفوق اللآلئ».

وبأسلوب شاعري، رسمت فاطمة ناعوت مشاهد من حكاية «جورج وليندا»، في مقال لها أمس بجريدة المصري اليوم أيضاً. وتحكي عن الزوجة الوفية: «... أغلبَ الوقت تُحوّم في الدار مثل عصفور لا يعرف الكسلَ ولا الخمول.. هي الدكتورة الصيدلانية ليندا مكرم، رفيقة حياة جورج سيدهم، التي شاركته سنوات تألقه على خشبات المسرح، ثم حملت معه محنةَ مرضه ربع قرن، رافضةً أن يحمل معها التبعةَ الشاقة أحد سواها. فهي الحبيبة والزوجة والأم والابنة والشقيقة والصديقة، وهي الأهلُ والسند والأصدقاء». وتعزي فاطمة ناعوت صديقتها «ليندا»: «أعزّيكِ يا صندوق اللآلئ، وأهنئكِ لأنك أتممتِ رسالتك على النحو الأجمل والأكمل».

يذكر أن فاطمة ناعوت كانت قد نعت جورج سيدهم يوم رحيله، ناشرة على حسابها صوراً تجمعها به وبزوجته، وكتبت: «مع السلامة يا جورج.. يا أجمل وأنقى قلب عرفته. يا أحلى وأصفى ابتسامة شوفتها.. شكراً لصديقتي د. ليندا مكرم التي أدت الرسالة نحو زوجها ومحبوبنا جورج سيدهم على أكمل وأجمل وجه. ثمنها يفوق اللآلئ». ودعت: «اللهم أسكنه فردوسك الأعلى وجازه خيراً عن سنوات معاناته  بقدر ما أبهج قلوبنا».

ولم تنته مواقف الزوجة الوفيّة الدكتورة ليندا حتى اللحظة الأخيرة في مشهد الوداع، إذ أعربت عن امتنانها للجمهور وكل من دعا لزوجها، وكل من احترم دعوتها للبقاء في المنازل وقصر حضور الجنازة على أسرة جورج والمقربين، نظراً للظروف الراهنة في مصر والعالم.

تويتر