تقيس الضغط والرطوبة.. وترسل البيانات بـ«البلوتوث»

إكسبو لايف.. «بطانة ذكية» لأحذية مرضى «السكري».. تستشعر الخطر

صورة

بتر الأطراف السفلية جراء مضاعفات مرض «السكري»، يعد السبب الرئيس لعمليات البتر غير الناتج عن الحوادث في العالم، إذ يؤدي ضعف تدفق الدم، واعتلال الجهاز العصبي (تلف الأعصاب) على مستوى القدمين، إلى زيادة احتمالات الإصابة بتقرحات القدم و«التعفُّن»، ما قد يستدعي بتر الأطراف في نهاية المطاف.

ولدى مؤسسة «إيبرز ميد»، التي تأهلت إلى منحة ضمن برنامج «إكسبو لايف»، هدف واحد، هو منع عمليات البتر، حيث طوّرت الشركة «بطانة ذكية للأحذية»، مزودة بمجموعة أجهزة استشعار مصمّمة لدراسة المناطق الأكثر عرضة للخطر، والتي تُراقب على تطبيق الهاتف، مع تنبيهات ذكية وتوصيات بشأن العناية بالقدم.

ووفقاً لـ«إكسبو لايف»، تقوم مؤسسة «إيبرز»، حالياً بتنفيذ مشروعها في الأرجنتين، بالإضافة إلى التعاون مع مؤسسات أخرى، لضمان التنفيذ الناجح. وستساعد المنحة المباشرة من «إكسبو لايف» على تمويل الانتهاء من النماذج الأولية لبطانات «الأحذية الذكية»، وتحسين كفاءة الإنتاج.

وتعد «البطانة الذكية للأحذية»، قادرة على قياس الضغط ودرجة الحرارة والرطوبة على مدار اليوم، لدى المرضى الذين يعانون مرض «السكري»، لتجنب الوصول إلى مرحلة التقرح، حيث يتم إرسال البيانات التي تم الحصول عليها عبر «البلوتوث» إلى الهاتف الذكي، الذي ينبه المريض بشأن الضغوط غير الطبيعية المحتملة، والتي يمكن أن تسبب له أي نوع من الضرر، والبيانات ترسل إلى الطبيب، حتى يتمكن من الاعتماد على هذه المعلومات، عند الحاجة إليها، ويقيم الوضع الصحي للمريض.

وأدرك المخترع الأرجنتيني الشاب، المؤسس لمشروع «إيبرز ميد»، فاكوندو نويا، هذه المشكلة جيداً، أثناء دراسته للحصول على شهادة في الهندسة الطبية الحيوية، حيث صدم من قصة مريض بداء «السكري» دخل المستشفى وغادر بعد أسبوعين، مع بتر ساقه من أسفل الركبة، حينها بدأ بإجراء اختبارات ودراسات للإسهام في منع تفاقم هذه المشكلات لدى المرضى.

ويقول نويا، لبرنامج «إكسبو لايف»: «بدأنا بتصميم وتصنيع بطانات الأحذية في الأرجنتين، ونستخدم حلقات من فضة (النانو) لصناعتها، وهي مزودة بمركز حديدي، وتوضع هذه النعال داخل أحذية المريض»، مشيراً إلى أن (إيبرز ميد) تنفرد بهذا التصميم، الذي يتيح عملية المراقبة المستمرة لحالة القدمين، وموضحاً أنه كجزء من التجارب السريرية، أظهرنا الإمكانات الهائلة للتكنولوجيا الذكية في الحد من حدوث تقرحات القدم.

وتساعد الإدارة الجيدة لداء السكري، والعناية المنتظمة بالقدمين، على الوقاية من تقرحات القدم الشديدة التي يصعب علاجها، وربما تتطلب «البتر»، وقد يكون نحو 30% من مرضى تقرح القدم السكرية، معرضون لخطر بتر الأطراف السفلية. وتقول المؤسسة، إنه إلى جانب مقارنة الضغط على القدم، يقيس «النعل» درجة الحرارة والرطوبة النسبية، ما يساعد على الكشف عن الالتهاب في مراحله المبكرة، فالهدف هو قياس أي عنصر قد يشير إلى ظهور محتمل للتقرح، وإخطار المريض.

وتضيف المؤسسة، أن «قياس الضغوط على سطح جلد القدم، أحد الحلول العديدة التي يمكن أن تمنع تطور هذا المرض، وتحسن نوعية حياة الشخص»، مشيرة إلى أن (المضاعفات) في القدم، تحدث في الأنسجة الرخوة والكعب السفلي، كما أن لهذا المرض عواقب صعبة على ميزانيات الأسر المعيشية والاقتصادات الوطنية في الوقت ذاته.

وعندما تنشأ قروح القدمين، فمن المهم الحصول على العناية الفورية. وتبدأ أكثر من 80% من حالات بتر الأطراف بتقرح القدمين.

وتقول مجموعة «مايو كلينيك» الطبية، في دراسة لها، إن «التدبير الجيد للسُّكَّري، والعناية الجيدة بالقدمين، يمكن أن تحد من الإصابة بقروح القدمين».

وفي عام 2019، كان داء «السكري» سبباً مباشراً في حدوث ما ناهز 1.5 مليون حالة وفاة، و«السكري» أحد الأسباب الرئيسة لبتر الأطراف السفلية والعمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وفي يوم 20 ديسمبر 2006، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قراراً لتخصيص 14 نوفمبر من كل عام، يوماً عالمياً لمرضى «السكري»، وذلك للاعتراف بالحاجة العاجلة لمتابعة الجهود متعددة الأطراف، لتشجيع وتحسين الصحة البشرية.

مرض مزمن

«داء السكري» مرض مزمن يحدث عندما يعجز «البنكرياس» عن إنتاج «الأنسولين» بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال لـ«الأنسولين» الذي ينتجه. و«الأنسولين» هرمون يضبط مستوى السكر في الدم. ويُعد فرط «الغلوكوز» في الدم، الذي يعرف أيضاً بارتفاع مستوى السكر في الدم، من النتائج الشائعة الدالة على خلل في ضبط مستوى السكر، ويؤدي مع الوقت إلى الإضرار الخطر بالعديد من أجهزة الجسم، لاسيما الأعصاب والأوعية الدموية.

«منح الابتكار المؤثر»

يدعم «إكسبو لايف»، برنامج دعم الابتكار المعني بالتأثير الاجتماعي من «إكسبو 2020»، العشرات من المشروعات التي حصلت على «منح الابتكار المؤثر»، للعمل على إيجاد حلول إبداعية للتحديات الملحة، بهدف تحسين حياة الأشخاص، والحفاظ على كوكب الأرض، أو كليهما معاً، ويهدف البرنامج إلى خلق أثر ملموس وقابل للقياس لتحسين حياة الناس في أنحاء العالم.

تويتر