8 من أصل 10 مستعدون للانتقال لشركات أخرى مقابل مزيد من المرونة

كشفت دراسة استقصائية جديدة بتكليف من فرع الشرق الأوسط لمنظمة "المرأة العالمية في العلاقات العامة" (GWPR) عن إحصاءات بارزة ورؤى معمقة في العلاقة بين العمل المرن والإنتاجية والحفاظ على المواهب.
وأكدت الدراسة الاستقصائية التي أجريت بالشراكة مع "سينسوس وايد" (Censuswide) بمشاركة أكثر من 200 من المتخصصين في العلاقات العامة والاتصال من مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ضرورة تلبية أصحاب العمل لاحتياجات الموظفين المتعلقة ببيئة العمل. حيث قال 84 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع من الذكور والإناث أنهم مستعدون للانتقال للعمل بشركات أخرى مقابل الحصول على خيارات عمل أكثر مرونة. ويؤمن 75 بالمئة أن المرونة تزيد أيضًا من العائد على الاستثمار، بينما يعتقد ثلثا المشاركين أن المواهب الجيدة تضيع بسبب ضعف مزايا العمل المرن.

وتتوافق النتائج مع نتائج تقرير مؤشر منظمة المرأة العالمية في العلاقات العامة السنوي للعام 2018. الذي توصل إلى أن التوفيق بين الالتزامات العائلية والعمل هو أكبر عائق يمنع المرأة من تولي أدوار قيادية.

وقالت لوسي دي أبو، رئيسة منظمة المرأة العالمية في العلاقات العامة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا ورئيسية ومديرة خدمات العملاء للشرق الأوسط وتركيا والهند وأفريقيا لدى إتش آند كيه ستراتيجيز: "عندما استعرضنا نتائج الاستبيان، توصلنا بالإجماع إلى أن هناك مبررات تجارية قوية للشركات لتقديم أي درجة من المرونة. ومن المرجح ازدياد أهمية مرونة العمل في المستقبل لا سيما بالنظر إلى الاتجاهات الملحوظة بين جيل الشباب الذين بدأوا للتو دخول سوق العمل. ولم تعد ممارسات العمل المرنة خيارًا مُكملا بل هي ضرورة حتمية على جميع الأصعدة، مثل تزويد الموظفين بأجهزة الكمبيوتر المحمولة أو التحقق من رسائل البريد الإلكتروني عن بعد. ونحن نؤمن بأن الجيل المرن سيتجاهل الشركات والفرص التي تتسم بالصلابة وعدم القدرة على التأقلم."

وتؤدي عدم المرونة في مكان العمل، خاصة فيما يتعلق بإجازة الأمومة، إلى فقدان العديد من المواهب النسائية ومنعها من تسلق السلم الوظيفي. فقد كشفت الدراسة الاستقصائية أن 39 بالمائة من الموظفات يعدن بعد إجازة الأمومة بدوام كامل دون فوائد إضافية، في حين تحصل واحدة فقط من كل خمسة على ميزة العمل المرن. وأعربت أكثر من نصف المشاركات أنهن عوملوا بشكل مختلف في العمل بعد إجازة الأمومة، حيث قالت 58 في المائة أن الافتراضات وضعت بشأن جداولهن وأولوياتهن دون التشاور معهن.

وفي بيئة أعلنت فيها العديد من الشركات نيتها تحسين الرعاية النفسية لموظفيها وتحقيق توازن صحي بين العمل والحياة، كشف البحث عن نتيجة صادمة مفادها أن 75 بالمائة من المشاركين اضطروا إلى إلغاء مشاريع اجتماعية مع الشركاء والأصدقاء والعائلة بسبب الاضطرار للعمل لوقت متأخر. وحتى الاهتمام بالصحة الجسدية لم يسلم من هذه البيئة حيث قال 62 بالمائة إنهم ألغوا تمارينهم بسبب ظروف العمل. وألغى ما يقرب من نصف المشاركين نوعا ما من مخططاتهم بسبب ضغوط العمل.

ويبدو أن مسائل الثقة تمثل مشكلة أساسية في إبطاء انتشار ممارسات العمل المرنة. حيث يعتقد المشاركون في الاستطلاع ممن ليسوا في أدوار قيادية أن العقبة الرئيسية التي تواجه رؤساء العمل عند تقديم نهج العمل المرن هي الثقة بالموظفين (67 بالمائة). لكن وعلى العكس من ذلك، قال 41 بالمائة فقط ممن يشغلون مناصب قيادية أن مسائل الثقة هي العائق الرئيسي، وأشاروا بدلاً من ذلك إلى أن الحواجز الرئيسية التي يواجهونها تشمل خفض فرص التعامل وجهاً لوجه وتأثر مُساءلة الموظفين.

وعند سؤالهم عن مزايا المرونة الحالية في مكان العمل، قال 43 بالمائة من المجيبين أن لديهم خيارات للعمل عن بعد، و30 بالمائة يمكنهم الاستفادة من أوقات البدء والانتهاء المرنة، و24 بالمائة يحصلون على إجازات تعويضية عند العمل الإضافي.

 

تويتر