انكماش قياسي للاقتصاد الأوروبي في الربع الأخير من 2008

أعلنت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا انكماش اقتصادها أمس بنسب قياسية، حيث انكمش الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا أكثر من المتوقع بنسبة 2.1٪، وهو أسوأ أداء فصلي منذ 1990؛ وفيما خفضت الشركات في فرنسا عدد الوظائف، أعلنت البلاد تسجيل الناتج الإجمالي المحلي لانكماش بنسبة 1.2٪، وفي ايطاليا سجل الاقتصاد الإيطالي أسوأ تراجع له منذ 28 عاماَ إلى 1.8٪ على أساس فصلي، وأما هولندا فقد أشارت إلى أن اقتصادها قد سجل تراجعاً بنسبة 0.9٪ في الربع الأخير من العام الماضي.

وتفصيلاً، فقد عانى الاقتصاد الألماني من انكماش قياسي في الربع الأخير من العام الماضي مع تأثر الصادرات والاستثمار في أكبر اقتصادات أوروبا جراء تدهور النشاط الصناعي، ما يلقي بظلال قاتمة على توقعات العام .2009

وقال خبير الاقتصاد لدى «سيتي غروب»، يورغن ميشلز «يظهر هذا أن الأوضاع تدهورت بشكل حاد مع نهاية العام، ومن المرجح أن تتراجع مجدداً في الربعين الأول والثاني».

وأظهرت بيانات مبدئية أول من أمس، انكماش الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا أكثر من المتوقع، وذلك بنسبة 2.1٪ على أساس فصلي في الشهور الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، وهو أسوأ أداء فصلي منذ إعادة توحيد البلاد عام .1990

وقال مكتب الإحصاءات الاتحادي إن «الانكماش يرجع بالأساس إلى تراجع في الاستثمار وصافي حركة التجارة».

وبحسب بيانات للبنك المركزي لم يشهد الاقتصاد الألماني انكماشاً فصلياً أكثر من 1.2٪ منذ .1990

وكان محللون قد توقعوا الأسبوع الماضي انكماش الناتج المحلي الألماني 1.8٪.

وتعد الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر هي الربع الثالث على التوالي الذي يشهد انكماشاً اقتصادياً، وكانت المرة السابقة بين أواخر 2002 وأوائل ،2003 ويتوقع مسؤولون حكوميون مزيداً من الانكماش في الربع الأول من .2009

وانكمش الاقتصاد 1.6٪ على أساس سنوي بعد نموه 1.4٪ في الفترة من يوليو إلى سبتمبر.

وسجلت طلبيات التوريد والإنتاج الصناعي في ديسمبر أكبر تراجعات سنوية منذ إعادة توحيد البلاد مع انهيار الطلب على السلع المصنعة، وبحسب مجموعة «في.دي.ام.ايه» للصناعة تراجعت طلبيات التوريد الهندسية بأسرع وتيرة لها في 50 عاماً على مدى الربع الأخير.

وكانت الصادرات ـ إحدى دعائم الاقتصاد لسنوات ـ قد تعرضت لتراجع قياسي في نوفمبر وعاودت التراجع في ديسمبر.

ويمتد التباطؤ بدرجة متزايدة إلى الاقتصاد المحلي، وتشهد البطالة ارتفاعاً من جديد ومن المتوقع تسارعها.

من جانب آخر، أظهرت بيانات أمس أن الشركات الفرنسية تخلصت من وظائف في الربع الأخير من العام الماضي مع انكماش الاقتصاد بأسرع إيقاع في 34 عاماً، ما ينبئ بضعف اقتصادي في الربع الأول.

وأوضحت أرقام لمكتب الإحصاءات الوطني انكماش الناتج المحلي الإجمالي 1.2٪ في الربع الأخير من 2008 بينما كانت التوقعات لتراجع بنسبة 1.1٪.

وقالت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد «ربع السنة الأول سيكون صعباً، أعتقد أننا سنواجه عاماً صعباً».

وأظهر تقرير منفصل للمكتب تراجع فرص الوظائف 0.6٪ على أساس فصلي و0.7٪ على أساس سنوي.

وبحسب تقرير ثالث ارتفع عجز الميزانية في الفترة من يناير إلى ديسمبر إلى 56.2 مليار يورو من 34.7 مليار يورو في العام السابق.

أما في إيطاليا فقد أظهرت البيانات أمس، انكماش الاقتصاد الايطالي 1.8٪ على أساس فصلي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من ،2008 وهي نتيجة أسوأ من المتوقع وأشد تراجعاً منذ بدء سلسلة البيانات الحالية في .1980

وتراجع الناتج المحلي الإجمالي 2.6٪ على أساس سنوي، وهي أيضا نتيجة دون التوقعات والأسوأ منذ 1980 على أقرب تقدير. وقالت وكالة الإحصاءات الوطنية (إيستات) إن الاقتصاد الايطالي انكمش 0.9٪ في العام 2008 كاملاً، وهو أكبر تراجع منذ .1993

من ناحية أخرى، قال مكتب الإحصاءات الهولندي أمس، إن اقتصاد البلاد انكمش 0.9٪ في الربع الأخير من ،2008 قياساً إلى الأشهر الثلاثة السابقة.

وعدل المكتب نسبة الانكماش الفصلي في الربع الثالث إلى 0.3٪.

وتراجع الناتج المحلي الإجمالي 0.6٪ على أساس سنوي، وذلك عقب نمو بنسبة 1.9٪ في الربع الثالث.

وتوقع محللون انكماشاً بنسبة 1٪ على أساس فصلي، ونمواً بنسبة 1.8٪ على أساس سنوي.

تويتر