"خبز الزنجبيل" يقود إلى صراع بين أميركا وأوروبا

استغل الأميركيون فرصة، ربما تكون الاخيرة، للاستمتاع بتناول خبز الزنجبيل والمكسرات المتبلة كعادتهم في موسم أعياد الميلاد (الكريسماس) هذا العام.
وفي الواقع، كان من الأفضل لهم أن يستمتعوا بها هذا العام أكثر من المعتاد، لأنه ليس من الواضح ما إذا كانت الفرحة بخبز الزنجبيل ستكون ضحية للعقوبات الجمركية الاميركية على المواد الغذائية القادمة من الاتحاد الأوروبي في عام 2020.

وقال متحدث باسم شركة "بالزن" الالمانية للحلويات في هانوفر لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ): "إن الرسوم (الجمركية) تمثل عبئا ثقيلا على أعمال التصدير لدينا. الرسوم الأمريكية الجديدة، التي فرضت في الاصل في إطار مبدأ (العين بالعين) فيما يتعلق بالدعم الحكومي لصانعي الطائرات، قد أضرت بشدة بصناع المعجنات والحلويات الألمان، منذ أن تم فرضها في نهاية أكتوبر الماضي".

وقال المتحدث باسم "بالزن" إن شركته تعتبر الولايات المتحدة "سوقا واعدا، حيث أظهرنا نموا متواصلا". ولم يتمكن من تحديد رقم حول تأثير رسوم الاستيراد، حيث أن عقود التسليم تكون طويلة الأجل بوجه عام. ولكن الصعوبات تلوح في الأفق في العام الجديد، حتى لو لم يكن بمقدور أحد تحديد رقم لحجم التأثير على الأسعار ومبيعات خبز الزنجبيل.

ويقول المتحدث باسم "بالزن" إن هناك شيء واحد واضح، وهو أن الرسوم "ستؤثر علينا بالتأكيد"، مشيرا إلى أن الشركة لا تملتك منشآت إنتاج في الولايات المتحدة يمكن أن تساعدها في التغلب على الازمة.

وكانت "رابطة صنّاع الحلويات الألمانية" أصدرت تحذيرا قبل شهرين، بشأن الرسوم التي تبلغ نسبتها 25 %، والتي تم فرضها على الكعك والفطائر.

وقالت إن "تلك الرسوم العقابية تشكل تهديدا خطيرا لسنوات كثيرة من الجهود التي بذلها صنّاع الحلوى الألمان في السوق الأمريكية"، متوقعة حدوث "آثار كارثية".

وقد شهد الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرض واشنطن رسوم جمركية على صناعات الصلب والألومنيوم في البداية. أما الآن، فقد أصبحت واشنطن تتطلع إلى المنتجات الغذائية، مثل أنواع النبيذ والجبن وزيت الزيتون، وهي منتجات ترتبط ارتباطا وثيقا بأوروبا، ويثمنها الكثيرون على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي.

وقد تأثر صانعو الحلويات بالصراع التجاري المتصاعد، الذي بدأ برد الولايات المتحدة على دعم الاتحاد الأوروبي غير القانوني لشركة "إيرباص" لصناعة الطائرات، وهي المنافس الدولي الرئيسي لشركة "بوينج".

كما يساور القلق شركة "لامبرتس" المختصة بصناعة خبز الزنجبيل والبسكويت، والتي تتخذ من آخن مقرا لها، بشأن مستقبل منتجاتها عالية الجودة.

ويقول الرئيس التنفيذي للشركة، هيرمان بولبيكر، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لقد تضرر قطاعنا بشدة جراء ذلك"، دون أن يتمكن من تحديد رقم معين عن حجم الاضرار التي تكبدتها الشركة.

وأعرب بولبيكر عن رضائه حتى الآن عن الأعمال التجارية الخاصة بموسم أعياد الميلاد لهذا العام، والتي بدأت مع بدء الاستعدادات للموسم في شهر سبتمبر.

وقال بولبيكر إن "السلع تباع بقوة. وذلك على عكس العام الماضي، حيث كان لدينا طقس خريفي معتاد، ويمكننا أن نفترض أن شهر ديسمبر سار على ما يرام". ويقول إن الطقس البارد يميل إلى وجود رغبة في تناول بسكويت الشوكولاتة.

أما بالنسبة لشركة "لامبرتس"، تعد الولايات المتحدة ثاني أهم سوق بعد بولندا، حيث تمتلك الشركة اثنين من مصانع الإنتاج.

ويقول بولبيكر: "لقد نمونا هناك على مراحل، وأصبحنا الآن ممثلين بصورة جيدة في وول مارت وغيرها من السلاسل التجارية. ويتم حاليا اختيار القطاعات والبلدان التي ترسل كميات كبيرة من منتجاتها إلى الولايات المتحدة".

ويخطط رئيس "لامبرتس" لاستخدام معرض الحلويات التجاري في كولونيا في مطلع فبراير، لتقييم مدى قدرة الشركة على رفع أسعارها لاستيعاب الرسوم الجديدة.

تويتر