كل يوم

حميد النعيمي.. الإنسان قبل الحاكم

سامي الريامي

مشهد مؤثر للغاية، تجلت فيه أروع معاني الإنسانية، من حاكم إنسان، قبل أن يكون حاكماً بالأنظمة والقوانين، قلبه الكبير المليء بالحب والخير والعطاء، جعله يتدخل بنفسه لإنهاء قصة فراق والد لولده بسبب الأزمة السورية التي تتفطر منها القلوب، وتدمع لأجلها العيون.

تدخل لأنه أب حنون، ولأنه إنسان مليء بالطيبة والإنسانية، ولأنه مجموعة مشاعر وقيم وأخلاق رفيعة، يمد يد العون ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ولم يكتف بحل المشكلة، بل أصر على جمع الوالد بولده على مقربة منه ليتأكد من كل شيء، ويرى بعينيه كل شيء، وليطمئن قلبه هو قبل أن يطمئن قلب الوالد المحزون بفراق ولده.

معظم من شاهد المشهد اغرورقت عيناه بالدمع، دموع الفرح، ودموع الفخر بفعل صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، الذي ضرب أروع الأمثلة في صنع الخير، وفي تطبيق روح القانون لصالح الإنسانية إن كانت هناك أسباب تستدعي ذلك دون أي إخلال بالقانون.

هؤلاء هم شيوخنا وقادتنا، هم قدوتنا في المكارم والأخلاق الرفيعة، وهم نماذج مشرقة في نشر المحبة والخير في جميع أنحاء العالم، بدءاً من مكاتبهم، دون أن تحد أعمالهم حدود أو قيود، بقلوبهم الطيبة وبصفاتهم الحميدة كسبوا محبة الناس، لم يكسبوها بالقوة والاستقواء على الشعب، بل بالتواضع والحب والاقتراب بود من الصغير قبل الكبير.

صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، له كثير من المواقف الخيرة، داخل الإمارات وخارجها، نعرف بعضها ولا نعرف أكثرها، ولذلك فإن حجم تأثير تلك الثواني القليلة في الفيديو المصور كان عظيماً، ووقعه على النفوس كبيراً، ببساطة لأنه كشف عن قرب تلك الشخصية المتواضعة مرهفة الحس لمن لا يعرفها عن قرب، وأظهر الصورة الإنسانية المشرفة التي يتحلى بها سموه، هذه اللقطات التي دخلت قلوب الناس، وأجبرتهم على الجود بدموع الفرح والفخر، فعلت ذلك لأنها ذكرت الإنسان بإنسانية مفقودة في زمن عنيف وصعب، زمن يقتل فيه الإنسان أخاه الإنسان بدم بارد، ولسبب واهٍ، بل من دون سبب أحياناً!

هذه اللقطات السريعة اختصرت للعالم مأساة شعب عربي، وجد نفسه مشرداً، مجبوراً على فراق وطنه، وأحبابه وأهله، غيب بعضهم الموت، وغيبت الآخرين الهجرة والفرار إلى كل بقاع الدنيا، فلم يعد الوطن يستوعب أحداً، ولم يعد أحد بمعزل عن الخوف والموت في ذلك المكان الذي كان يعرف بسورية!

اسألوا ذلك الوالد عن معنى رؤية الولد بعد فراق ستة أعوام، بالتأكيد ستمنعه دموعه من الإجابة، فمثل هذه المواقف تعجز الكلمات عن التعبير عنها، كذلك نحن الآن عاجزون عن وصف ما جرى، وعاجزون عن شرح إنسانية الشيخ حميد بن راشد النعيمي، حفظه الله، فما رأيناه في دقائق قليلة أكبر من الوصف، وأكبر من التعبير!

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر