5 دقائق

«كلاسيكو متصوع»

خالد السويدي

كنت أتوقع أن تكون ضجة هذا الأسبوع متعلقة بمناسبة «حق الليلة»، التي تعتبر أشبه بكلاسيكو خاص بين المحللين والمحرمين غالباً ما ينتهي بالتعادل دون أن ينتصر طرف على آخر، إلا أن المتصوعين والمتصوعات الذين ظهروا في الفيديوهات الكثيرة استطاعوا سحب البساط من هذا الجدل السنوي وتأجيله إلى وقت لاحق.

• في الفترة الأخيرة لاحظت أن أغلب الشباب وأصحاب النيات الطيبة يتقبلون الانتقاد.

هناك من أيد واعتبر «التصوع» ظاهرة لا تختلف عن ظاهرة بربس وارقص، وأنها نوع من أنواع الكوميديا والفكاهة وتفجير لطاقات الشباب الذين يجدون المتنفس لهم في مثل هذه الحركات، وفئة اعترضت لأنها اعتبرت التصوير في المدارس والجامعات لا يعبر عن أي ذوق أو احترام، خصوصاً أن بعض المشاهد المصورة فيها مساس بالموروث والعادات والتقاليد.

أعترف بأننا في فترة المراهقة ارتكبنا العديد من «البلاوي» التي من حسن الحظ لم توثق في الهواتف ولم تنتشر، ولو حدث ذلك لكانت فضائحنا في مشارق الأرض ومغاربها، وليس ببعيد أن تتحدث عنا وكالات الأنباء وأشهر القنوات الإخبارية.

إحدى المعضلات في هذا الزمان أن الجميع بات يمتلك الهواتف الذكية ليصور كل ما يحدث من حوله ثم ينشر ذلك سواء كان ذلك صالحاً أو غير صالح، يتوافق مع الآداب العامة أو لا يتوافق، لكن الملاحظ فعلياً أن الانتشار والشهرة الطاغية لا يكونان إلا للرديء والمثير للجدل الذي يثبت أن «الخبال» مطلوب ومرغوب وسيد الموقف.

الشباب يرغبون في الشهرة والانتشار، وأحياناً يتعمدون إثارة الانتباه، على الأغلب هم يحتاجون إلى وقفة ليست بالضرورة وقفة حازمة، ولكن في بعض المواقف يتعين احتواء هذه الطاقات في برامج تلفزيونية وإذاعية وغيرها والتعامل معهم بالحسنى.

أعتقد أن كل ما يحدث يعتبر ظاهرة صحية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، التصرفات الطائشة طبيعية في هذا العمر طالما كانت في حدود القانون، يتعلم الشاب المراهق الكثير خلال هذه الفترة الحرجة، كذلك يعتبر الانتقاد ظاهرة صحية باعتبارها تهدف إلى القضاء على الظواهر والتصرفات السلبية التي يراها البعض مستهجنة وغير مقبولة.

في الفترة الأخيرة لاحظت أن أغلب الشباب وأصحاب النيات الطيبة يتقبلون الانتقاد، يعتذرون عند الخطأ عندما يكون المجتمع غير راضٍ عما قاموا به، على العكس من ذلك بعض المشاهير وحديثي النعمة، يتحدثون عن الرأي والرأي الآخر ثم يرفضونه، ينادون بالتسامح لكنهم عند أول انتقاد يهرعون للشكوى في أقرب مركز شرطة.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر