كل يوم

الكرة في ملعب الجزيرة والأهلي والعين!

سامي الريامي

لا توجد أرقام رسمية لرواتب لاعبي كرة القدم في الإمارات، لأن ذلك يعتبر بالنسبة للأندية من أعظم الأسرار التي لا يمكن تسريبها، ومع ذلك، ولأننا في زمن يصعب معه الاحتفاظ بأي سر، فإن هناك تسريبات قوية، ومن داخل الأندية، تؤكد أن رواتب لاعبي الإمارات تعتبر من أعلى رواتب الكرة، ليس في المنطقة فحسب، بل على مستوى العالم، وبغضّ النظر عن تصنيفنا ومستوانا مقارنة بالعالم!

لا توجد صيغة مبالغة في الفقرة السابقة، بل هي معلومات شبه مؤكدة، فلاعب مثل عموري يتقاضى راتباً سنوياً يقدّر بـ24 مليون درهم (يعادل 6 ملايين يورو)، وأحمد خليل 17 مليون درهم (يعادل 5.2 ملايين يورو)، أي أن راتب كل من عموري وخليل يفوق الراتب السنوي للاعب ريال مدريد، الكرواتي المتألق، الذي يعد أحد أبرز لاعبي الفريق الملكي، لوكا مودريتش، الذي يتقاضى راتباً يبلغ «أربعة ملايين و500 ألف يورو»، ولاعب وسط برشلونة، أردا توران (أربعة ملايين يورو)!

بل ويفوق أيضاً لاعب برشلونة، الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو (خمسة ملايين ونصف المليون يورو)، وهو نفس راتب زميله الظهير الأيسر جوردي ألبا، ثم المدافع جيرارد بيكيه (خمسة ملايين و800 ألف يورو)!

لاحظوا أننا عندما نتحدث عن نادٍ مثل برشلونة، فإننا نتحدث عن أحد أكبر أندية العالم على مر التاريخ، فالدخل السنوي للنادي بلغ الموسم المنصرم نحو 67.9 مليون يورو، وأرباحه السنوية وصلت إلى 29 مليون يورو، لذلك فمسؤولو النادي عندما قرروا أن يمنحوا اللاعب الشهير، ليونيل ميسي، أعلى راتب في العالم بواقع 21.2 مليون يورو، فإنهم يعلمون تمام العلم أنها بالنسبة إليهم صفقة مربحة ومجدية، والدليل هو تحقيقهم أرباحاً سنوية غير مسبوقة!

هي معادلة حسابية، الراتب مقابل الدخل المتوقع، ومع ملاحظة أن برشلونة نادٍ ناجح مالياً، فهو ليس من الأندية المدينة أو المتعثرة، أو التي لا تستطيع صرف مكافآت الفوز أو رواتب المدربين والموظفين، ثم نفاجأ في أنديتنا بأنها تعطي لاعبي الكرة، حتى أولئك الذين على مقاعد الاحتياط، رواتب شهرية خيالية!

لدينا خلل واضح، ولدينا موازين مقلوبة، ورغم فداحة الأخطاء، إلا أنه لا توجد إلى الآن أية بوادر لإصلاح هذه الأخطاء، ولا توجد أية بوادر لعلاج هذا الخلل، وإرجاع الموازين الصحيحة، القائمة على مبدأ الصرف المعقول، وتكريس مبدأ الأرقام مقابل الدخل والنتائج والمردود.

نحتاج إلى تصحيح الوضع من خلال وضع سقف لإنفاق الأندية، وليس سقفاً «هشاً» لرواتب اللاعبين، فسقف الرواتب تتحايل عليه الأندية، لكن إذا كان هناك سقف محدد لإنفاق النادي فضوابط الصرف تكون أكثر دقة وانضباطاً، ومع ذلك لابد أن نتوقع وجود تجاوزات، لأن الأندية، وببساطة، تعودت على ذلك!

خلاصة القول، لا يمكن أن ينتهي الصرف ببذخ على اللاعبين إلا إذا اقتنعت بذلك ثلاثة أندية، هي الجزيرة والأهلي والعين، ولا يمكن أن يكون هناك حل مثالي لهذا الأمر ما لم تتوافق الإرادة للحل الجذري عند مسؤولي هذه الأندية الثلاثة، لأنها أكبر الأندية، وأكثرها دخلاً وصرفاً، وإذا وُضعت ضوابط للصرف في هذه الأندية الثلاثة، فلا أعتقد أن هناك نادياً يستطيع أن يدفع للاعب ما تدفعه هذه الأندية الثلاثة.. والكرة ببساطة في ملعبهم!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر