5 دقائق

السقوط

خالد السويدي

ما حدث لمنتخب الإمارات في تصفيات كأس العالم لم يكن سوء حظ، بل كان أمراً توقعه الذين لاحظوا الخلل الواضح في المنتخب منذ فترة ليست بالقصيرة، المدرب والجهاز الإداري واللاعبون وحتى اتحاد الكرة كانوا يعلمون أنهم غير قادرين على تحقيق أي شيء، وعلى الرغم من ذلك لم يسعوا إلى تعديل الخلل، بل كابروا حتى سقطوا، وما أسوأ تلك السقطة التي تلاشت فيها أحلام أبناء الوطن.

•منظومة كرة القدم قائمة على الإدارة والمدرب واللاعبين وعوامل أخرى مساعدة، وعندما تكون هذه المنظومة ناقصة فلا تتوقع أي نتيجة.

نعم دورينا الأول حسب التصنيف الآسيوي، ولاعبو المنتخب والأندية الأكثر حصولاً على الرواتب والبدلات والمكافآت رغم أنّ الغالبية العظمى منهم بارعون جداً في اللعب خارج الملاعب، والإداريون عندنا يفهمون في كل شيء، ويتحدثون عن كل الخطط والتكنيك، بينما على أرض الواقع لا يطبقون أي شيء.

منظومة كرة القدم قائمة على الإدارة والمدرب واللاعبين وعوامل أخرى مساعدة، وعندما تكون هذه المنظومة ناقصة فلا تتوقع أي نتيجة، خصوصاً أن هناك من ليس لديه أي إحساس بالمسؤولية، وربما لا يتحلى بأي إمكانات تؤهله ليكون في هذا المكان، نعم هناك من اجتهد ولكن ما من فائدة للاجتهاد عندما يكون البعض بلا دم ولا غيرة، والبعض الآخر وجوده والعدم واحد.

لن يعتدل حال كرة القدم عندما يختلف أعضاء مجلس إدارة الاتحاد في ما بينهم على من يجلس على مقاعد الشخصيات المهمة، ولن يكون هناك تطوير إن كان بعض منهم غير قادر على إدارة فريق في الفريج، فما بالك بمنتخب دولة، ولن نكون الأفضل عندما يكيد كل واحد لآخر على أمل أن يأخذ مكانه، ولن نتفوق في كرة القدم طالما عقلية بعض اللاعبين تفكر في المال ولا شيء غير المال، ضاربين بأي اعتبارات أخرى عرض الحائط، ولن تكون بيئة العمل مناسبة عندما يتحول الإعلام إلى عامل هدم أحياناً وعامل تجميل في أحيانٍ أخرى دون أن يكون موضوعياً في نقده ومعالجته لما يحدث.

الشجاعة أن يعلن المسؤول عن مسؤوليته عند الخطأ لا أن يلقي بالتهم هنا وهناك، الإدارة مسؤولة عن توفير الدعم للمنتخب، والجهاز الفني يجب ألا يأخذه الغرور، واللاعبون يجب أن يعوا جيداً أنهم يمثلون منتخب دولة لا منتخب أشخاص.

عندما يجتهد الواحد منا دون أن يحصل على النتيجة المرجوة سيصفق له الجميع، وإنما عندما تكون النتيجة مخيبة للآمال دون أي اجتهاد أو اكتراث، فحينها لا نقول إلا جزء من النص مفقود!!

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر