كرة قلم

واعتبروا من البرازيل!

حسن الجسمي

كيف لك أن تتخيل تأثير المدرب في كرة القدم؟ المدرب العصري أصبح يتميز بأشياء أخرى، فلربما هناك مدرب في مقتبل الـ40 يكون أفضل من الذي يدرب 40 عاماً!

عموماً، كلما أردت أن تشرح لأحد قيمة المدرب وسحره وتأثيره في أي فريق، تذكر البرازيل، فهي التي كانت تصدر المدربين لجميع أنحاء العالم، رأت نفسها قاب قوسين أو أدنى من مدرب أجنبي، كما فعلت إنجلترا مع إيريكسون وكابيلو يوماً ما، فكيف لها ألا تفكر في ذلك ومع أهم مدربيها في العصر الحديث، كانت تخسر على أرضها بالسبعة، وتخرج من كوبا أميركا من الدور الأول، وكانت ترمي نفسها في فضيحة كروية واحدة تلو الأخرى.

كيف لمدرب أن يغير شكل منتخب هزيل، إلى أمتع منتخب يلعب كرة قدم حالياً؟

قد يقول قائل إن البرازيل لم تعد بذلك الجيل، ولا تمتلك الماضي الساحر، ولا رونالدو، ولا روماريو وآخرين، أو لا تمتلك جيلاً ذهبياً كما اعتدنا سماع هذه الجملة في كل إخفاق، حتى أتى مدرب يدعى تيتي، الذي غيّر مفاهيم كثيرة وفي فترة وجيزة، وجعل من المنتخب الذي دخل مرحلة الشك في الوصول إلى كأس العالم إلى أول منتخب يتأهل إلى كأس العالم.

البرازيل قبل «تيتي» لعبت ست مباريات جمعت فقط تسع نقاط، رقم خجول جداً، ولو ذهبت بالوتيرة نفسها كانت ستنهي التصفيات بالمركز السادس أو السابع ولن تتأهل، حتى جاء قرار الاتحاد البرازيلي وبمشاورة بعض اللاعبين، الذين أبدوا رأيهم في المدرب الذي يتناسب مع طريقة لعبهم، فكان الاختيار على هذا الرجل، الذي لعب معهم ثماني مباريات، فاز في جميعها، من بينها فاز بالثلاثة على الأرجنتين، والأربعة على الأوروغواي، واستقبل هدفين فقط، واحداً منهما من ضرية جزاء، وخرج من ست من أصل ثماني مباريات بشباك نظيفة!

بالعناصر نفسها تقريباً، ومع الاتحاد نفسه، وأمام المنافسين أنفسهم أيضاً، يا له من تحول غريب وكبير ومهيب! كيف لمدرب أن يغيّر شكل منتخب هزيل، إلى أمتع منتخب يلعب كرة قدم حالياً؟!

المدرب هو روح الفريق، هو رجل واحد يتحكم بـ11 لاعباً، كما يفعل لاعب الشطرنج، لكن الفارق أنه يتعامل مع أرواح، قبل أن يكونوا لاعبين، يتعامل مع ظروف قبل أن يفكر في بيئة نجاح.

الشاهد من حديثي، أن البرازيل لم تكن مشكلتها المدرب فقط، بل كما قالت رئيسة البرازيل، إن سياسة كرة القدم في بلادها غير صحيحة، ويجب أن تقتدي بألمانيا، لكن المدرب أعطى النظام الحالي أقصى ما لديه، واستغلّ مكتسبات الجيل الحالي بأقصى طريقة، وبعث الراحة للجماهير والإعلام، وجعل الاتحاد يتفرغ لرسم سياسات جديدة بعيداً عن الضوضاء، الآن البرازيل تنام سعيدة، لديها منتخب ممتع وجميل، واتحاد يعمل بجد واجتهاد!

آخر تغريدة

كل ذلك جعلني أتذكر شيئاً حدث قريباً مني، وكنت أتمنى أن يتحقق، لكن لا أعرف أين!

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

 

تويتر