كل يوم

عمل الخير أبوابه مفتوحة للجميع

سامي الريامي

العمل الإنساني دائماً ما يصنع الفرق، مهما كان نوعه أو مجاله، ومجالات العمل الخيري في الإمارات متنوعة وشاملة، والمخلصون من أبناء الإمارات لا يتركون مجالاً لصنع الخير وإحداث الفرق إلا ويدخلونه، هُم أكثر الناس حباً لفعل الخير، لأنهم أصحاب قلوب رحيمة، تشبعوا من قيم الخير والإنسانية من قادتهم وأسرهم، والأخلاق الإسلامية الحميدة.

القافلة الوردية، فكرة إنسانية لا أجمل ولا أروع منها، أسهمت بشكل مباشر خلال السنوات الماضية في نشر الوعي أولاً لمنع انتشار مرض سرطان الثدي، وأسهمت بشكل فاعل في علاج كثير من الحالات المرضية غير القادرة على تحمل نفقات علاج هذا المرض الخطر والصعب، ولم تكتفِ بذلك، بل تعمل حالياً على مساندة أسرة مريضة أو مريض هذا النوع من السرطان، معنوياً ومالياً أيضاً.

وخلال الأعوام الستة الماضية أسهم أكثر من 350 فارساً وفارسة، إلى جانب 500 متطوع ومتطوعة، في الإنجازات العديدة التي حققتها القافلة الوردية، المتمثلة في قطع 1420 كيلومتراً عبر الإمارات السبع، ونجاح 410 عيادات طبية في إجراء فحوص الكشف المبكر عن سرطان الثدي مجاناً، لـ41 ألفاً و391 شخصاً، منهم 8526 رجلاً. وأهمية الكشف المبكر كبيرة جداً، لأن نسبة الشفاء تصل إلى 98% في هذه الحالة.

توعية، وفحوص مبكرة، وعلاج، ودعم معنوي ومالي، كل ذلك العمل الإنساني وأكثر تقوم به القافلة الوردية، مؤكدة التفاف مجتمع الإمارات، من المواطنين والمقيمين، حول القيادة الرشيدة، وترجمة توجيهاتها وسياساتها الإنسانية إلى واقع ملموس، يستفيد منه المحتاج داخل الدولة وخارجها، وتقديم الدعم الكامل للمرضى المصابين بسرطان الثدي، بغض النظر عن جنسياتهم.

العيادات الطبية المتنقلة تعمل طوال أيام المسيرة، وتقدم الفرق الطبية ــ وجميعها من المتطوعين ــ خدمات الكشف عن سرطان الثدي لأكثر من 5000 امرأة ورجل، على مدار أيام مسيرة الفرسان، التي ستنطلق خلال الفترة من السابع إلى الـ17 من مارس المقبل، تحت شعار «سبع سنوات.. لسبع إمارات».

عمل خيري مهم، يُغطي جانباً مهماً، ويكافح مرضاً خطراً، وبما أن العام الجاري هو «عام الخير»، فنتمنى من الجميع أن يسهم في نشر هذا الخير، ودعم هذا العمل الإنساني، جنباً إلى جنب مع هؤلاء الفرسان، فمكافحة سرطان الثدي ليست حكراً على القافلة ولا على الفرسان ولا على جمعية أصدقاء مرضى السرطان، بل هي مسؤولية اجتماعية، فالمرضى هم أفراد من المجتمع، وما يضرهم يضرنا جميعاً، وهذا النوع من الأمراض يصعب على فرد عادي تحمل ألمه أو تكاليف علاجه، كما أن أسرة المريض جميعها تعاني معاناة المريض، لذا فإن تكاتف المجتمع معهم هو أكبر دعم لهم في محنتهم، وهو الأمل لهم لعلاج مريضهم وعودته إلى الحياة الطبيعية.

يستطيع كل إنسان أن يسهم بما يستطيع، وليس شرطاً أن يتحمل تكاليف العلاج كافة، لكنه يستطيع أن يتحمل كلفة ولو جرعة واحدة من جرعات العلاج الكيماوي لأي عدد من المرضى، وفق طاقته وقدرته، ومن يستطع من رجال المال والأعمال والقطاع الخاص أن يسهم في علاج الحالات فله كل الشكر والتقدير والعرفان من المجتمع. المهم أن يسهم الجميع، فالخير ليس حكراً على أشخاص بعينهم، وأبوابه مفتوحة للجميع.

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر