أبواب

عرايس 2050

أحمد حسن الزعبي

لن يحتاج الشاب المقبل على الزواج إلى قصة حب حتى يقرر الارتباط بشريكة حياته، كما لم يعد بحاجة إلى أن يطلب من أمه أن تقوم بالبحث عن عروس مناسبة نيابة عنه. عقود قليلة، وستكون العرائس بمقاسات وألوان وتقاسيم مختلفة في المعارض المنتشرة..

لا تفهموني خطأ، ففي اليابان يقول خبراء الذكاء الاصطناعي إن الشركة المنتجة للروبوتات ستقوم بطرح منتج كامل المواصفات (رجالي ستاتي) كشريك حياة بديل عن الشريك البشري، ويقوم بكامل الواجبات الزوجية المُوكلة إليه، وذلك بحلول عام 2050، كما توقع موقع «geek»، ويراهن الباحث ليفي على أن بلوغ مرحلة الزواج في الذكاء الاصطناعي مرتبط بمدى اكتساب الروبوت طابعاً اجتماعياً، وقدرته على محاكاة طباع الإنسان، علماً بأنه لا يقوم في الوقت الحالي إلا ببعض الأعمال المحدودة.

هذا الزواج المستقبلي مفيد من بعض النواحي، فمثلاً الحسب والنسب الذي يبحث عنه العرب دائماً سيتحوّل إلى «ماركا» (سامسونغ، توشيبا، ناشيونال).. الخ، وهنا لا داعي للحيرة في الاختيار، فالاسم سابق كما يقولون. من الفوائد الثانية أن الوكالة تعطيك كفالة على «البودي والماكينة» خمس سنوات، وهذا ما لا يستطيع أن يضمنه لك أهل العروس، التي غالباً ما يتضاعف وزنها في السنة الأولى، ويبدأ وجع الركب والرجلين والمفاصل والسكري في السنة الثالثة من الزواج. في الزواج الحديث أي قطعة تتعطل فـ«الغيار» والتصليح على حساب الشركة، بعكس الزواج التقليدي. ومن الفوائد أيضاً، أنك في الوقت الذي تريد للزوجة أن تتكلم تضع on، وعندما يكون مزاجك معكراً وطلباتها لا تتوقف ضعها على «off» وريّح رأسك، وإذا كان حجم إزعاجها كبيراً في ذلك اليوم، فك البطارية وارمها وريّح رأسك.

**

تخيّل أنك ذاهب إلى مناسبة أو عرس جديد أيضاً على الطريقة اليابانية، ويسألونك: «وين المدام؟»، فتقول لهم: والله بالتصليح! فيصبح الحضور متمنين لها السلامة: خير سلامتها.. الزوج: لا ولا شي «برغي كوعها» وقع بالمجلى وتعطلت أيدها.. ألف ألف سلامة! وطلبت منهم يشيّكوا ع الأضوية لأنها صايرة «تخبط بالباب كثير»، فيسألك سائل: ايش موديلها؟ فترد: 2055.. كبيرة الله يطول عمرها، بس سنتين زمان ولازم تحدّث.

تبدو الإيجابيات جيدة، بما فيها إمكانية التبديل والتحديث، لكن الذي يحيرني، لو عاد الزوج منزعجاً منكداً، ولا يعرف السبب الرئيس لضيقه، وسألته الزوجة الروبوتية: من ماذا تشكو؟ فقال لها: «متغثبر» شوي. أكيد ستخرج «زنبركات» عيونها، وتخرج دخنة من أسلاك الكمبيوتر، ويحترق جهاز الرد الآلي.

فــ«متغثبر» لا معنى لها في معجم المعاني العربي، فكيف بالياباني؟

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر