سوالف رياضية

الإعلام.. مسؤولية كبيرة

عبدالله الكعبي

الإعلام بكل مكوناته تقع عليه مسؤولية كبيرة في تقييم وتقويم أي عمل، ليس في اكتشاف الأخطاء فحسب، بل حتى في طرح الحلول للمساهمة في التطوير، وللأسف أصبح البعض ينتظر الأخطاء والسقطات ولا ينظر الى الإيجابيات، والكل يعلم أن الإعلام رسالة سامية يستفيد منها المجتمع، وهو مقسم الى أقسام عدة، والتنافس صار عنوانهم.

ما يهمنا هو الإعلام الرياضي، وهو جزء مهم من دائرة الإعلام، لاسيما أنه يغطي تقريباً المتنفس المهم للشباب لدينا والمتمثل في اللعبة الشعبية كرة القدم.

إعلامنا الرياضي يفترض أن يستفيد من النقلة التقنية الكبيرة في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور الرياضي.

ففي الحقبة الزمنية الحالية يعيش الإعلام الرياضي أزهى فتراته وأبهاها في ظل هذا التطور الفضائي والتقني الكبير الذي أسهم في سرعة نقل المعلومة ووصولها للمتلقي من دون أي تعقيدات ولا حتى رسوم مكلفة، إضافة إلى أن المتلقي نفسه يستطيع أن يعلق ويعبر عن رأيه بشكل مباشر ودون أي عوائق تحرمه من الاستماع لرأي معين في ظل كثرة المنابر الإعلامية، ممثلة بالصحافة الإلكترونية والقنوات الفضائية والمواقع الاجتماعية، التي لا يكلف الوصول إليها إلا إخراج هاتفك النقال من جيبك.

ورغم هذا التطور الهائل في الإعلام الذي يسمى بالإعلام الجديد، فإن إعلامنا الرياضي تحديداً يفترض أن يستفيد من هذه النقلة التقنية الكبيرة في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور الرياضي، الذي يمثل النسبة الأعلى بين شرائح المجتمع، وأن يقدم لهم الأحداث الرياضية بقالب مهني عالٍ بعيد عن الانتماءات وتبني رأي معين لطرف دون آخر، لاسيما أن المخاطب جماهير أصبحت على قدر كبير من الوعي والثقافة الرياضية العالية والأفق الواسع، الذي يساعدها على تقييم الآراء بكل دقة ومعرفة الغث من السمين.

ولكن للأسف بعض إعلامنا الرياضي، مؤسسات وأفراد، لايزال يدور في فلك الأندية، ولم يستطع الخروج منه حتى إن بعض البرامج الرياضية التي تقدم نفسها على أنها مهنية تنتقي ضيوفها حسب ميولهم، بحيث يصبح لكل ضيف من يقابله بميول نادٍ منافس، لأنها أصبحت تعرف الآراء مسبقاً «الكل سيتبنى موقف ناديه».

والمشكلة الأكبر أن هؤلاء الإعلاميين تجدهم في كل مناسبة يخرجون مطالبين بالتجديد والتغيير في رعاية الشباب واتحاد كرة القدم واللجان، وإعطاء الشباب فرصة للعمل، وأن هذه سنة الحياة وينسون أنفسهم، وهم الذين بلغوا من العمر عتياً بل إن البعض منهم عمره في الإعلام الرياضي أكبر من القناة أو الصحيفة التي يخرج فيها بآراء معلبة ومكررة يناقضها أحياناً، فالعمر له أحكام، والأكيد أنها تصب في اتجاه ناديه المفضل، ولا أعلم هل التجديد والتغيير الذي يتشدقون به لا ينطبق على الإعلام الرياضي أيضاً؟

تراجع الطرح لدى بعض الإعلامي الرياضي لم يقتصر على الوسائل الإعلامية فقط، بل وصل إلى المراكز الإعلامية؛ لأن الاهتمام قل والأندية تبحث عن أشخاص برواتب بسيطة.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر