كل يوم

الكرة في ملعب البنوك!

سامي الريامي

هناك بنوك غير جادة في توظيف المواطنين، هذه حقيقة واضحة، ولكن هناك حقيقة أخرى، واضحة أيضاً، في مقابل ذلك هناك مواطنون غير جادين في الحصول على وظيفة في البنوك والمصارف، كلتا الحقيقتين أثبتتهما وزارة التوطين والموارد البشرية، من خلال المسرعات الحكومية التي طرحتها لتوطين 1000 وظيفة في القطاع المصرفي والمال وقطاعي التمويل والصيرفة خلال 75 يوماً.

شركة تمويل شهيرة تلقت 100 طلب للتوظيف، لكنها سرعان ما استبعدت نصفها تماماً، لأن أصحاب تلك الطلبات الخمسين، رفضوا الانتقال من مناطق سكنهم للعمل بأحد فروع المجموعة، مشترطين إمارات بعينها للعمل فيها، ولاشك في أن هذا السبب هو أحد العوائق التي يضعها بعض الشباب المواطنين الباحثين عن عمل!

وزارة التوطين والموارد البشرية اكتشفت ذلك أيضاً، ولذلك لم تضع الباحثين عن عمل من المواطنين في فئة واحدة، بل وزعتهم على ثلاث فئات، وفقاً لمعيار الجدية في طلب الوظيفة، ولكل فئة حددت شروطاً تصب جميعها في تمييز الجاد من غير الجاد، والأولوية في بحث وتوفير الوظيفة للفئات الراغبة حقاً في العمل، لا أولئك غير الناشطين، الباحثين عن حجج لا عن عمل حقيقي!

أسباب رفض الوظيفة تعددت عند كثير من الباحثين عن عمل من المواطنين، منها ما يتعلق بساعات العمل، ومنها ما يتعلق بالراتب والمزايا، ومنها بسبب وجود الوظيفة في إمارة أخرى، لكنها جميعاً ليست مبرراً كافياً لرفض وظيفة ما، خصوصاً إن كان مقابل الرفض الجلوس في المنزل!

البنوك أيضاً فئتان: جادة في مساعي التوظيف، وغير جادة، وكنت قد ذكرت في مقال سابق تعهد البنوك بتوظيف المواطنين، وعدد المواطنين الفعليين الذين تم توظيفهم في كل بنك، وفيه اتضحت بشكل واضح كل فئة، وكم عدد البنوك التي تندرج تحتها، وفي نهاية المقال ذكرت أن المهلة لم تنتهِ بعد، ومازال هناك متسع من الوقت للبنوك كي تُحقق الهدف، وتوظف العدد الذي تعهدت بتوظيفه من المواطنين.

ومناسبة الحديث عن المهلة مرة أخرى اليوم، هي رغبتي في توجيه شكر وتقدير لبنك المشرق، ففي المقال السابق وضعته في فئة البنوك غير الجادة في التوظيف، ولأنه بالفعل بنك جاد ومهتم، تلقيت من إدارة الموارد البشرية لديه اتصالاً يفيد بأنهم سينهون إجراءات تعيين ما تبقى من مواطنين خلال فترة وجيزة، وبالفعل استطاعوا في هذه الفترة البسيطة، أن يصلوا إلى توظيف الرقم الذي تعهدوا به من المواطنين، إذ تعهد البنك بتوظيف 50 مواطناً، ونجح في ذلك نهاية الأسبوع الماضي، وقبل انتهاء المدة، فلهم كل الشكر والتقدير على تواصلهم واهتمامهم، وعلى وفائهم بتعهدهم.

بقية البنوك التي مازالت بعيدة عن تعهداتها، الباب لايزال مفتوحاً أمامها، فهناك المعرض الوطني في الشارقة، يليه معرض آخر للتوظيف، وأعتقد أن هذه المعارض تشكل فرصة حقيقية لمن يرغب بجد في توظيف المواطنين، وإن لم يستغلوا هذه الفرصة، وواصلوا تجاهل مساعي ومجهودات الحكومة كافة، فلن يجبرهم أحد على ذلك، ولكن بكل بساطة سيتم تفعيل القانون الخاص بعدم منح ترخيص أي عمل لوظيفة يستطيع مواطن تأديتها، مادة قانونية موجودة، ولابد من الالتزام بها، والكرة الآن في ملعب البنوك!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر