5 دقائق

«ابعد عن الشر»

خالد السويدي

من الطبيعي جداً أن يكون هناك اختلاف بين كاتب وآخر من خلال التوجهات والأفكار والأسلوب الذي يعالج به أي قضية، أو في الطريقة التي يتناول بها أي موضوع يتعلق بالشأن الاجتماعي والمحلي، وغيرها من الأمور التي يهتم بها المجتمع.

عندما يكتب الكاتب عن المجتمع الذي يعيش فيه، فيجب أن يعي أن الطريق ليس مفروشاً دائماً بالورود.

هناك من يجد نفسه مطالباً بالحديث عن الإيجابيات فقط، بل إنّ شعاره الدائم «كل شيء تمام» حتى إن كان في قرارة نفسه يعلم أنه يكذب على نفسه وغيره، ويعلم أن القارئ يعلم أنه كاذب، ولكن لا مشكلة لديه في ذلك حتى لو أطلق عليه لقب «مطبل»، طالما أن ما يكتبه يتوافق مع أهوائه وتطلعاته، وربما يضمن له ألا يتعرض لأي متاعب وإحراجات هنا وهناك.

وهناك كاتب من نوع آخر يحاول الموازنة بين السلبيات والإيجابيات، فلا هو يبالغ في المدح ولا هو يبالغ في الانتقاد، وإن كان يحاول بين الحين والآخر الابتعاد عن الموضوعات التي قد تسبب له الصداع والأرق فيركز على الثناء أكثر من الانتقاد، وينتقد على استحياء شديد مفضلاً سياسة «ابعد عن الشر وغنيله».

ويوجد نوع ثالث يبحث عن المتاعب وربما المتاعب هي من تبحث عنه، يجد أنه من الواجب أن ينتقد، ليس لمجرد الانتقاد، وإنما لتسليط الضوء على ظاهرة سلبية وتقصير في جهة معينة، يحاول أن يكون الصوت الذي يتكلم بواقعية بعيداً عن أي عاطفة لا تتوافق مع مصلحة الوطن والمواطن، ولذلك فمن الطبيعي أن يدخل في صدامات مع من لا يروق لهم ما يكتبه فيكون أمام خيارين، إما الاستمرار على النهج نفسه أو التوقف نهائياً عن الكتابة.

عندما يكتب الكاتب عن المجتمع الذي يعيش فيه، فيجب أن يعي أن الطريق ليس مفروشاً دائماً بالورود، فهناك من يتصيد الزلة، وهناك من يحاربه لأنه لا يكتب وفق هواه، وهناك من يراه «مطبلاً»، وهناك من يراه متمرداً سلبياً وهناك من يرى أنه لا يستحق أن يحمل لقب كاتب.

ختاماً، أتذكر رسالة قرأتها قبل سنوات: «الكثيرون يكتبون في الصحف والمجلات وغيرها، ولكن قلة فقط يعدون على الأصابع يترك ما يكتبونه أثراً لا يزول في قلوب الناس».

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر