أبواب

«عرض» رونالدو

أحمد حسن الزعبي

أعتقد أن البعض عكسنا تماماً، لم يجد من يحثّه على القراءة والانتباه للدروس ويشيطن له «كرة القدم» والرياضات المتوفّرة ففتحها الله عليه، و«قال له الكريم خذ».. الأخ كريستيانو رونالدو لم يقرأ للمتنبي ولم يحفظ لأبي فراس الحمداني، ولم يطالع ما كتبه أبو النواس، ولذا لم يتعلق بالكتب ولا بالقرطاس والقلم.. وإنما باللعب والظفر بالكأس و«القدم»، فكسب الشهرة والمال وكسب صحته أيضاً، نصف الكتّاب والأدباء يموتون بين الخمسين والستين بسبب القهوة والدخان والطفر المالي وكثرة الجلوس وقلة الحركة أثناء التأليف والقراءة، بينما نجوم الرياضة يبقون يتمتّعون بصحة ولياقة ونجومية حتى ما بعد الاعتزال.. «منها يحافظون على صحتهم، ومنها مصدر رزق ونجومية» ولكم في «مارادونا» عبرة يا أولي الأقلام.

90 دقيقة من الركض يتقاضى عليها مليوني يورو، ونحن 24 ساعة ركض وبالكاد نغلق ثقوب المصروفات، اللّهم لا حسد.

الأخ كريستيانو رونالدو تلقّى عرضاً قبل أسابيع من نادٍ صيني مقداره «300» مليون يورو لمدة ثلاثة مواسم، أي 100 مليون يورو سنوياً، لكنه رفض هذا العرض الصيني وآثر البقاء في ريال مدريد، فالمال ليس كل شيء عل حد قوله «هالولد مش عارف مصلحته».

طيب هاتوا الآلة الحاسبة: 100 مليون تقسيم 12 شهراً، يعني في الشهر الواحد 8.333 ملايين و333 ألف يورو، تقسيم أربع مباريات في الشهر = 2.083000 (مليونان وثلاثة وثمانون ألفاً في المباراة الواحدة) تقسيم 90 دقيقة لعب = في الدقيقة الواحدة تقريباً (23000) يورو، تقسيم 60 ثانية = 383 يورو في الثانية الواحدة، 383 يورو تساوي راتباً شهرياً لموظف درجة متوسطة في بلاد العرب أوطاني.

90 دقيقة من الركض يتقاضى عليها مليوني يورو، ونحن 24 ساعة ركض وبالكاد نغلق ثقوب المصروفات، اللهم لا حسد، وإنما قليل من «القرّ» لا يضرّ.

طيب عزيزي النادي الصيني، ما رأيك أن تتعاقد معي؟ سألعب معك أكثر من 30 مباراة في الشهر وليس أربع مباريات فقط، كما أنني بعد المباراة سوف ألمّ الكرات من الملعب، وأعيد ترتيب المدرّجات، وأفتح رشاشات الماء على العشب الطبيعي، وأقص الطويل منها، كما سأقوم بطلاء مواسير المدرجات وأعيد تخطيط الملعب، وأتفقد شباك المرميين قبل المباريات، وأغلق البوابات وأضع الجنازير المجنزرة وأتفقد كل شيء، بالمناسبة لا أريد منكم «2.083000» كما عرضتم على أخي وقرة عيني رونالدو.. مسامحكم في المليونين، أنا أريد ما على يمين الفاصلة فقط.

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر