مزاح.. ورماح

«مزاجيون..!!»

عبدالله الشويخ

هل يوجد اسم علميٌّ لحالة قرف ما بعد الجلوس من النوم؟! هي حالة لا مقدمات لها تصيب أي مسؤول يرى نفسه مهماً من دون تحذير مسبق.. لكنك تعرف كمسؤول مهم أنك اليوم لست في حالة سعيدة؟!

تدخل إلى مكتبك وترى الطريقة التي تنظر بها السكرتيرة إليك، هذه السكرتيرة ذكية بطريقة ما، إن أول ما تحاول معرفته في شخصيتك صباح كل يوم هو حالتك المزاجية، لأنها تقوم بترتيب بقية جدولك، ومن يدخل عليك بناءً على هذه الحالة، تصرخ فيها بالطبع، وأنت تسبّ عدداً لا بأس به من «الأنسيسترز» الخاصين بها، لكي تعلمها وبشكل سريع بحالتك المزاجية لهذا اليوم!

يدلف إلى المكتب أحد الموظفين، وتسمع همهمة السكرتيرة في الخارج، وهي تحاول أن تشرح له بأنك اليوم لست في حالة «رائقة».. تسمعها وهي تطلب منه ألا يضع أمامك المشكلات العالقة في المؤسسة اليوم، ألم أقل لكم إنها ذكية؟! يدخل الأحمق، ولكنه يشير إلى الأمر بطريقة غير مباشرة، تنفجر في وجهه مرة ثانية، وتخبره كم هو أحمق، لأنه فعل كذا وكذا.. يذكرك بأنك أنت من طلب ذلك، وأنت تكره أن يذكرك أحمق مثله بالحقيقة، فتلومه على حمقه، لأنه لم ينبهك في البداية، رغم أن مكتبك مفتوح للجميع.. ينظر إليك بطريقة غريبة ويخرج.

يتكرر الأمر مع مجموعة من الحمقى.. يوم آخر من الجحيم، تتباطأ ساعاته قبل النهاية، لكن نهاية اليوم لم تكن متوقعة مثل كل أيام «ستالين» الجميلة، اليوم تعرضت لطعنة في الظهر.. استقالة جماعية! لماذا؟ هل نسي ذلك الموظف الأحمق أنني قد ساعدته حين أصيب بسرطان ما، ومنحته أياماً عدة بلا حساب؟! وهل نسي ذلك المجحف كم ركضت من أجله بين الدوائر والجوازات لكي أحضره من بلده؟! وهل نسيت هذه السكرتيرة الغبية أنني رضيت أن أعيّنها رغم أنها تشبه زكية زكريا؟! العالم يتآمر عليّ! العالم يكرهني.. العالم لا يستحقني!

***

العمل ممكن في الحقيقة مع كل أصناف البشر إلا مع المزاجيين، يمكنك العمل مع الوضيع، الغشاش، الكاذب، الفاشل، الجاهل.. لأن لكل منهم «نظام تشغيل» خاصاً به يمكنك قراءته والعمل على أساسه، أما المزاجي فمشكلته أنه لا يملك نظام تشغيل أصلاً، وهو الأمر الذي يضع الموظف في حالة من القلق المستمر، مترقباً حالة لا يمكن توقّعها طبياً ولا نفسياً لبرمجة يومه وعمله.

#عبد الله_الشويخ

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر