5 دقائق

بدون عنوان

خالد السويدي

قبل سنوات عدة اتصلت بإحدى الهيئات الثقافية المحلية، لأستفسر عن إمكانية عرض مسودة كتاب كنت قد كتبته، فوجدت الأبواب مغلقة في وجهي، بل إنّ المسؤول الذي يتحدث كثيراً عن دعم الثقافة رفض أن يطّلع على مسودة الكتاب، وقال لي بالحرف الواحد: ليس لدينا اهتمام بالكتابة الساخرة.

اختلط الحابل بالنابل وأصبحنا نعاني كثرة المؤلفين سواء كانوا يكتبون أو يُكتب لهم أو يسرقون هنا وهناك.

أحسست يومها بالإحباط، وطرقت الأبواب مرة أخرى لجهة حكومية ثقافية تدعي أنها تدعم المؤلفين المواطنين فلم أجد أي جواب لا بالرفض ولا بالقبول، ثم راسلت جهة أخرى تسلّمت المسودة ولكنها رفضت نشر الكتاب، متعللة بالجرأة والخطوط الحمراء، فوجدت نفسي مرغماً على إصدار كتابي الأول بمجهود ذاتي تكفلت فيه بكل شيء من الألف إلى الياء، والغريب أنّ إحدى الجهات التي رفضت نشر الكتاب قامت بشراء أكثر من 200 نسخة من الكتاب بعد طبعه في إطار الدعم التشجيعي للكتّاب المواطنين!

كان ذلك في سنة 2008 أي قبل ثماني سنوات بالضبط، عانيت فيها لدرجة أني في لحظة من اللحظات قررت ألا أكتب مجدداً، خصوصاً في ظل التهميش من المؤسسات الثقافية، وغياب دور النشر المحلية عن المشهد المحلي في ذلك الوقت.

ولكن خلال السنوات الماضية تغير الوضع كثيراً على مستوى المشهد الثقافي، حدث اهتمام أكثر بالثقافة والقراءة والكتابة وزادت إصدارات الكتب، اختلط الحابل بالنابل وأصبحنا نعاني كثرة المؤلفين سواء كانوا يكتبون أو يُكتب لهم أو يسرقون هنا وهناك، كتابات لا تقدم ولا تؤخر مملوءة بالترهات، وكتابات على العكس من ذلك تنير العقول وتضع يدها على الجرح.

وهذا يدعونا إلى التساؤل لماذا لا يوجد نقد وتقييم حقيقي لما يُكتب ويُنشر؟ ولماذا تغيب الجهات الثقافية عن تقييم ما يُنشر خصوصاً أنها معنية بهذا الأمر؟ نحن في حاجة إلى وقفة جادة لنقد الأعمال الأدبية وتصنيفها، نعم لقد خرجت في الفترة الماضية كتب رائعة تبشر بالخير، ولكن في المقابل هناك انحدار في المستوى يستحق وقفة حازمة.. يقول الكاتب الإنجليزي فرانسيس بيكون: «بعض الكتب للتذوق، وبعضها للبلع، وبعضها للمضغ والهضم»، وأضيف إلى قوله بعضها مثير للغثيان والاشمئزاز.

Twitter: @almzoohi

Emarat55@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

 

تويتر