5 دقائق

المجاملة ليست من الوطنية

خالد السويدي

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قائد محنك يعرف كيف يوجّه الرسائل المباشرة لتجد طريقها إلى المعنيين فتصيب الهدف في منتصفه.

الوطنية لا تُختصر في «هاشتاق» وتغريدات على «تويتر»، ولا تعني أن أشيد بالخطأ.

عبارة الشيخ محمد بن راشد: «المجاملة على حساب الوطن ليست من الوطنية»، تختصر الكثير من الجدل الذي يدور في السنوات الماضية في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، عندما يتذمر مواطن من مشكلة لا ينفك البعض عن إدخال موضوع الوطنية، وأن المواطن الحقيقي يجب ألا يشتكي ويتذمر، لا يتعين عليه أن يشير إلى السلبيات؛ لأنها تفتح أبواب الإساءة للوطن، بل يريدون مواطناً يقول على مدى الأربع والعشرين ساعة: «كل شيء عال العال!».

هؤلاء يريدون أن تُكمم الأفواه، يُدخلون كل أمر تافه في الوطنية، يوزعون الصكوك على هذا وذاك، يدّعون أنهم الوطنيون الذين يغارون على الوطن، وأما من يختلف معهم فإنه ربما يكون من المندسين والمعارضين ويمثل أجندة خفية خاصة به.
لا تنتقد شركات الاتصالات لأنها شركات وطنية، وإياك ثم إياك أن تشير إلى ارتفاع أسطوانات الغاز، واحذر كل الحذر من الحديث عن سوء حالة بعض الطرق، لا تقل أبداً إنه توجد أخطاء طبية في المستشفيات الحكومية، لا تتطرق لمشكلات الإسكان وغلاء الأسعار والتعليم، بل صفق وصفق، سواء فهمت أم لم تفهم، تضررت أم لم تتضرر.

لا تُبنى الأوطان بناء على ما يريده المتسلقون والباحثون عن مصالحهم الشخصية، فالوطنية لا تُختصر في «هاشتاق» وتغريدات على «تويتر»، ولا تعني أن أشيد بالخطأ، ولا في تجميل الواقع والتطبيل دائماً وأبداً، الوطنية في أن أبذل كل ما بوسعي لأساهم في رفعة الوطن، أدافع عنه، وأبذل الغالي والرخيص من أجله، أرى الخطأ فأتطرق له، وأرى الصواب فأشيد به.

يقول المناضل الأميركي الراحل مالكوم أكس: «على الوطنية ألا تغمض أعيننا عن رؤية الحقيقة، فالخطأ خطأ بغض النظر عمن صنعه أو فعله». أتذكر مقولة مالكوم أكس فيحضرني الكثير من الأشخاص الذين يريدون أن يجعلوا غيرهم عُمياناً اعتقاداً منهم أنها وطنية!

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر