5 دقائق

«أم القمل والصيبان»

خالد السويدي

بعد انتشار خبر ارتفاع أسعار القمل الذي يباع في الصالونات، قامت بلدية دبي بنفي الخبر، فيما ذكرت مجموعة من العاملات في الصالونات، في تحقيق صحافي، وجود صالونات نسائية تقوم ببيع القملة الواحدة بثمن يراوح بين 10 و15 درهماً للمتوهمات فائدته للشعر وفروة الرأس، وبالتالي فإني أميل إلى تصديق هذا الخبر، على اعتبار أن أهل الصالونات أدرى بسوالف الزبائن أكثر من أي جهة أخرى!

لا أعتقد أن القملة كانت تتخيل في يوم من الأيام أن تتحول إلى واحدة من أغلى الكائنات الحية على وجه الأرض، ولو علمنا أن وزن القملة لا يتجاوز خمسة مليغرامات، وتباع على أقل تقدير بمبلغ 10 دراهم، فهذا يعني أن سعر الغرام منها يبلغ نحو 2000 درهم بالتمام والكمال، وهي بذلك تقفز إلى المرتبة الأولى، لتكون أغلى من التيتانيوم والروديوم والذهب في الأسواق العالمية!

• بعيداً عن رأي الخبراء وأهل الاختصاص لا أعرف كيف لشخص عاقل أن يعتقد أنّ هناك فوائد للقمل.

منذ سنوات طويلة كان القمل منتشراً في رؤوس طلبة المدارس، وكان يتم صف الطلبة والطالبات في الطابور المدرسي لعزل المصاب بالقمل بعيداً عن بقية الطلبة، لدرجة أن لقب «أم القمل والصيبان» كان من الألقاب المهينة التي تطلق على من يجدون في رأسها القمل، فيتحاشونها درءاً لخطر انتقاله إليهم، ولو كنا في تلك الأيام نعلم ما يخبئه لنا المستقبل لما ترددنا في تجهيز مزارع لتربية القمل، خصوصاً أن القيمة الاقتصادية والعائد المادي من ورائه سيكونان بعشرات الملايين في هذا الوقت.

بعيداً عن رأي الخبراء وأهل الاختصاص، لا أعرف كيف لشخص عاقل أن يعتقد أنّ هناك فوائد للقمل، فمنذ بدء الخليقة والإنسان يتخلص منه، باعتباره يتسبب في أمراض جلدية متعددة في منطقتي الرأس والرقبة، ولم نسمع يوماً عمن يتفاخر به، ويروج فوائده العظيمة.

لقد تطور العلم، وأصبحت المعرفة في متناول الصغير والكبير، لكن لاتزال هناك فئة، رغم أنها متعلمة، وتعيش في عالم متحضر، إلا أن تفكيرها محدود جداً، وتصدّق أي كذبة تتعلق بموضوع العناية بالجسم وشعر الرأس.

باختصار، من صدقت هذه المعلومة الخاطئة، ومن قامت بشرائه، ثم وضعته فعلاً في رأسها، فعليها أن تقوم بعملية «فورمات» لعقلها، لعل وعسى يعمل دماغها بشكل سليم مرة أخرى.

Twitter: @almzoohi

Emarat55@hotmail.com

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر