مزاح.. ورماح

«النفخة..!!»

عبدالله الشويخ

هل تعرف ما هي «النفخة»؟!! البعض يسميها «الطنجورة» بالجيم المصرية المعطشة كما في «جروب سعود بتاع الواتس أب».. أنا سأقول لك ما هي «النفخة».. هي حالة تُفاجَأ بأن ربة البيت قد أصيبت بها دون سبب واضح.. تعود إلى منزل بحسب الاتفاق المسبق، أي قبل الثانية عشرة ليلاً تتبع التعليمات كما هي.. لم تدخل بنعالك «وانتو بكرامة» إلى الصالة.. قمتَ بالمرور على المغاسل «وانتو بكرامة» لكي تستحم وتزيل رائحة المقهى الكريهة ورفاق السوء «وانتو بكرامة».. تأكدت من أنك اشتريت جميع الأمور التي طلبت منك قبل الخروج.. تركت هاتفك المتحرك وما يحويه من مواقع تواصل «وانتو بكرامة» تشغلك عنها.. كل الأمور مثالية وتنبئ باستقبال أسريٍ حميم.. ولكن حين تقول السلام عليكم فإن الجواب يصلك بالنغمة التي تعرفها «وعليكم» أعلى من النغمة الطبيعية بعدة درجات مع تشديد حرف العين.. السلام مقضوم فلا هو بمثلها ولا هو بخير منها.. وعدم النظر في عينيك على الإطلاق وبالطبع من دون عبارة حبيبي في نهايتها!! هنا تعرف أن الطرف الآخر مصاب بالـ«نفخة» لهذا اليوم!!

يبدأ فيلم الرعب النفسي من هذه النقطة، فطالما أنني ملتزم بالتعليمات إذاً لا بد أن نبشاً ما قد حدث في ماضيّ الأسود (شدة على الياء).. كم ندفع في نضوجنا فواتير الشباب.. ثم يأتي أحمق ليقول: ألا ليت الشباب يعود يوماً.. في تلك اللحظات تراجع كل شيء في حياتك.. أنا متأكد من أنني أحرقت كل تلك الرسائل.. الوحيد الذي كان معي في تلك السفرة توفي في حادث بشارع الشاحنات.. قرض البنك ليس باسمي أصلاً.. صالون المساج إياه ليس في مدينتنا ولا في حي يقطنه أحد نعرفه.. لا أنتمي لـ«داعش» ولم أحاول التواصل معهم، وإن كنت أعتقد أنه لن يمانع.. يا لله لا يوجد ما هو أصعب من ضابط شرطة يضعك في غرفة ويجلس أمامك دون أن يتفوه بكلمة واحدة.

المرحلة الثانية تبدأ حين تحاول أنت معرفة أسباب «النفخة»، هناك تكنيك سخيف يستخدمه أغلب الناس وهو محاولة ترطيب الأجواء أو الدخول التدريجي للموضوع.. تعشيتو؟ لا يروح أمك، ننتظر تشريف حضرتك في الساعة الثانية عشرة ليلاً لكي نكسر صيامنا!! نصيحتي بأن هذا التكنيك يؤدي إلى فوضى أكبر، فحاول الدخول إلى الموضوع مباشرة.. لا تحاول الاستظراف.. ولا تصدق ما يقوله البعض عن طرب النساء للتغني بجمالهن.. حالة النفخة تعني أن أقل ضغط على مقياس الباروميتر الذي تسبب في دخولنا «صحافة وإعلام» سيجعل «النفيخة» تنفجر!

الصمت.. الصمت المطلق في رأيي هو الحل.. إذا استطعت أن تكتم صوت أنفاسك فافعل.. لأنك إذا نمت وعلا صوت شخيرك فهو دلالة غير صحية على أنك متبلد ولا تشعر بها.. الصمت والتحمل هو الذي سيدفع الطرف الآخر إلى الاعتراف، وليته لم يعترف.. تقول نظريتي الأخيرة: إن كل نفخة أصلها لايك..!!

«لماذا قمت بعمل لايك لفلانة».. من يفهمهن أننا نضع اللايكات «هيازة»، ولكي نعرف الصور التي شاهدناها من تلك التي لم نشاهدها.. وله الأجر.. أجر إماطة نفخة عن أسرة سعيدة!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر