5 دقائق

مرحباً بالفشل

الدكتور علاء جراد

نعم هذا ليس خطأ مطبعياً، وعنوان المقال هو «مرحباً بالفشل»، لكن من منظور مختلف، وبداية لنتفق أن الفشل جزء من حياة الإنسان، مهما وصل من المجد والنجاح، ولا يوجد على ظهر الأرض من لم يمر بنوع ما من الفشل، ستيف جوبز فشل في دراسته الجامعية ثم طرد من شركته التي أسسها، أوبرا وينفري لم يتم قبولها في التلفزيون وقيل لها إنها غير مناسبة، والت ديزني رمز الإبداع والتخيل، تم فصله من الجريدة التي كان يعمل بها بحجة قلة الإبداع، فان جوخ الذي تباع لوحاته بالملايين لم يعرفه أحد وهو حي، بل لم تُبَع في حياته سوى لوحة واحدة اشتراها أحد أصدقائه، توماس إيدسون مخترع المصباح الكهربائي قال له معلموه إنه غبي ولا يمكن أن يتعلم أي شيء ثم تم فصله مرتين من عمله، ألبرت أينشتاين لم يكن قادراً على القراءة حتى سن السابعة وكانوا يعتقدون أنه معاق ذهنياً، الزعيم نيلسون مانديلا سُجن 27 عاماً لكنه أصبح أيقونة الإصرار والنجاح ، والقائمة طويلة جداً، وتعج بأسماء العظماء الذين في فشلوا في مرحلة ما من حياتهم، لكنهم حولوا هذا الفشل لسلم يأخذهم إلى النجاح الخالد.

• الإنسان الناجح حقاً هو من لا يكسره الفشل بل يقوي من عزيمته.

مشكلتنا أننا تربينا على أنه من العيب أن نفشل، وأننا لابد أن ننجح في كل مرة، وأنه لا يجب أن تكون كلمة الفشل في قاموسنا، ولاشك في أنه لا أحد يحب الفشل أو يسعى إليه، لكنها الحياة وقوانينها، فلسنا المتحكمين في كل المعطيات، فالإنسان يسعى ويبذل أقصى ما عنده، لكن قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وقد صدق من قال «على المرء أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح»، فالعامل الأساسي هنا هو السعي الجاد والأخذ بالأسباب وعدم التكاسل، أما النتائج فأمرها على الله، عز وجل، لعل في الفشل حكمة لا يعلمها إلا الله، ربما هو تغيير مسار للإنسان ليسلك مساراً آخر أفضل له ولمن حوله. من هذا المنطلق يمكن للإنسان أن ينظر للفشل والنجاح على أنهما وجهان لعملة واحدة، حيث إن النجاح يأتي بعد المرور بمحطة أو أكثر من الفشل، وبالتالي قد يكون الفشل وقوداً ودافعاً للنجاح.

إن الإنسان الناجح حقاً هو من لا يكسره الفشل بل يقوي من عزيمته ويكون بمثابة سلم يرفعه للدرجات الأعلى، ويمكّنه من ترك إرث خلفه، وهناك إجماع بين علماء الإدارة وعلم النفس على أن الإنسان يتعلم من فشله أضعاف ما يتعلم من نجاحه، فلا تيأس وتوكل على الله.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر