5 دقائق

إدارة الابتكار المؤسسي

الدكتور علاء جراد

تناول المقال السابق عوامل النجاح لنظام الابتكار على المستوى الوطني، ويتناول مقال اليوم إدارة نظام الابتكار على مستوى المؤسسات، سواء كانت في القطاع الخاص أم الحكومي أم مؤسسات النفع العام، فالابتكار لا غنى عنه لأي مؤسسة خاصة في ظل التحديات التي يمر بها العالم. وبداية يجب التنويه إلى أن الابتكار يحتاج إلى نظام إداري متكامل، ولا ينحصر في جلسات العصف الذهني، على الرغم من أهمية الأفكار، أو تخصيص غرفة يطلق عليها «مختبر الابتكار»، بل هو منظومة متكاملة، تحتاج إلى استحداث سياسات واضحة، تتناغم مع الخطة الاستراتيجية للمؤسسة، كما يحتاج الابتكار إلى تدريب متكامل وجاد، لإكساب العاملين المهارات اللازمة لإنجاح هذا النظام.

• التعلم هو الذي يقود إلى الابتكار ومن دون تعلم لن يكون هناك ابتكار.

يمكن تعريف «نظام إدارة الابتكار» بأنه منظومة متكاملة من السياسات والاستراتيجيات والعمليات والأدوات، تسمح للمديرين والعاملين في المؤسسة بالتعاون والعمل المشترك، بغرض الاستجابة للتحديات والفرص في بيئة العمل، حتى يتم إيجاد حلول مبتكرة. وحتى يتم نجاح هذا النظام بفعالية، يتم البدء بتدريب العاملين، وقبلهم تدريب المديرين على أساليب التعلم المؤسسي وإدارة المعرفة، لأن التعلم هو الذي يقود إلى الابتكار، ومن دون تعلم لن يكون هناك ابتكار، وللتعلم المؤسسي وسائل وأدوات عديدة، من أهمها تفعيل نظام اقتراحات يشمل العاملين، والمتعاملين، والشركاء، وفئات المجتمع والمعنيين، ويعتبر ذلك جزءاً أساسياً مما يطلق عليه الابتكار المفتوح أو Open Innovation، يلي ذلك أسلوب المراجعات اللاحقة، الذي يقتضي الدراسة المتأنية لكل مراحل المشروعات التي تتم بالمؤسسة، وكذلك معظم الأنشطة، حتى يمكن استخلاص دروس التعلم أو Lessons Learnt ومن ثم تحويل تلك الدروس إلى سياسات وإجراءات. الأداة الثالثة من أدوات الابتكار هي المقارنات المرجعية أو المعيارية، حيث يتم فيها التعلم من تجارب الآخرين. ويشار إلى أن المقارنات يجب أن تتم بطريقة منهجية ومنظمة، ولابد من تدريب من يقوم بها حتى لا تتحول إلى عملية «نسخ ولصق». الأداة الرابعة هي «التجريب»، التي يسمح فيها للمعنيين بتجربة طرق جديدة، وتقبل حدوث الأخطاء من أجل التعلم. لا شك في أن هناك العديد من الطرق، وقد قمت ببحث ميداني تناولت فيه 15 طريقة للتعلم المؤسسي، لكن الأهم هو السعي والالتزام الدائم بعمليات التطوير المستمر، فهذا هو سر النجاح.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر