5 دقائق

كفاية مناكر!

خالد السويدي

عندما يتعلّق الموضوع بالانحراف فأعتقد أنه لا جديد يذكر، فالقادم أشدّ مرارة مما كنا نتوقع، خصوصاً أنّ البعض يصر على استخدام برامج وسائل التواصل الاجتماعي للفساد، ونشر كل ما يصبّ في خانة العيب والحرام والإباحية والإثارة الجنسية والأمر بالمنكر.

من بين البرامج التي انتشرت في الفترة الأخيرة يأتي برنامج يمكن من خلاله بث فيديو مباشر للمستخدم يقوم بتصوير نفسه وغيره وكل ما يحيط به، ويمكن للمتابعين، على اختلاف أعمارهم وأشكالهم وألوانهم وأخلاقهم، مشاهدة هذا البث والتعليق والمشاركة والتحاور مع المستخدم صاحب الفيديو.

• تابعوا فلذّات أكبادكم، لا تتركوهم يفعلون كل ما يحلو لهم في برامج التواصل الاجتماعي.

قد تستوقفك مراهقة لا يتجاوز عمرها الخمسة عشر عاماً تقوم بحركات غير مقبولة، تتحاور مع شباب بإيحاءات جنسية، تأتيها تعليقات مشينة، وربما تستجيب لطلبات المتابعين، وتبدأ بفاصل من الإغراءات التي تتجاوز عمرها وتفكيرها، وربما تشاهد شاباً يقوم بتصوير نفسه مع صديقته في أوضاع مخلّة بالأدب، لا يوقفه حياء ولا دين، يتباهى بما يفعله، لا فرق بينه وبين أي حيوان في موسم التكاثر.

وهناك من تجاوزت مرحلة المراهقة، برغم ذلك تعيش حالة من الفسق والانفلات، تستدرج الشباب بحركاتها المثيرة مقابل رصيد مالي وهدايا مختلفة، وبالطبع لكل ساقط لابد من وجود لاقط، لا يختلف عنها من يفترض أن يكونوا رجالاً، لكنهم لا يمتّون للرجولة باستغلالهم المراهقات الصغيرات، وإغرائهن بالمال والهدايا للخروج معهن.

لا فائدة من منع هذه البرامج، إنما دائماً ما نكرر أن الفائدة منها مرتبطة بطريقة استعمالنا لها، أحياناً لا مشكلة في أن يبث البعض ما لا فائدة منه، في النهاية هو يعبر عن نفسه، يعكس فكره وتصرفاته، سواء كان للفائدة أو لتفريغ الشحنات والطاقات وغيرها، طالما أنه لا يتعدى القانون، ولا يتعرض لأحد بالسوء.

الإنسان البالغ يتحمل مسؤولية أفعاله، لكن أكثر ما يحزن تلك الفئة المراهقة التي يمكن أن يتم الضحك عليها واستغلالها من قبل الكبار في غياب الأهل النائمين والمشغولين، وربما يعلمون بكل ما يحدث، لكنهم في خرابهم غارقون.

تابعوا فلذّات أكبادكم، لا تتركوهم يفعلون كل ما يحلو لهم في برامج التواصل الاجتماعي، من الجميل أن نعطيهم الحرية، بعد توجيههم ومعرفة ما يقومون به، ولكن يجب أن نتذكر أن الحرية المطلقة والإهمال يؤديان، في أغلب الأحيان، إلى الضياع.

Twitter: @almzoohi

Emarat55@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر