5 دقائق

عين عوراء وعين صحيحة

خالد السويدي

الإرهاب واحد، سواء كان باستخدام البندقية أو باستخدام السكين، لا فرق بين من يحرق وبين من يفجر، وبين من يمارس التنكيل والتعذيب بمن يختلف معه في الرأي والمذهب والطائفة، الإرهاب يبقى إرهاباً حتى لو تم تغليفه بأشكال أخرى من المبررات غير المنطقية التي لا يقتنع بها إلا الطائفي المتشدد والإرهابي المريض.

مثلما أرفض ما يقوم به «داعش» و«القاعدة» وغيرهما، فإني في المقابل يجب أن أرفض ما تقوم به جماعة الحشد الشعبي وعصائب أهل الحق وغيرها، لا فرق بين جماعة إرهابية تنسب نفسها لمذهب ما، وجماعة أخرى تنسب نفسها لمذهب مختلف، هذا هو المبدأ الذي يجب أن نؤمن به ونطبقه إن كان الواحد منا يملك ذرة من الإنسانية وضميراً بعيداً عن الطائفية النتنة.

• الإنسان السوي العاقل المتحضر لا يقبل أي نوع من الإرهاب.

المشاهد الموثقة بالصوت والصورة تكشف أنّ الجماعات الإرهابية بغض النظر عن انتمائها المذهبي والطائفي تمارس الوحشية مع كل من يختلف معها، بل تعتمد سياسة البطش مع من يختلف في فكرها ودينها، والمصيبة أكثر عندما تكون هذه الوحشية تحت حماية الدولة التي تدعي أنها تحارب الإرهاب بينما تسانده بما يخدم أجنداتها.

عندما صرح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بأنه «لا يمكن أن نفرق بين (داعش) و(النصرة) من جهة؛ والجماعات المدعومة من قبل إيران سواء كانوا من كتائب أبي الفضل العباس أو جماعة بدر أو الحشد الشعبي، فهم يفعلون ما يفعلون في سورية والعراق»، احتج البعض واستنكر ولم يعجبه الحديث، تصريح سموه كان بلغة العقل والمنطق والإنسانية والقانون بعيداً عن التحزب والطائفية، لذا لا نستغرب من الطائفي عندما يرغي ويزبد ويصيح مستنكراً، فالطائفي والعنصري يرى نفسه وطائفته فوق كل اعتبار ولو كان ذلك على حساب بقية البشر.

الإنسان السوي العاقل المتحضر لا يقبل أي نوع من الإرهاب، يستحيل أن يستمتع بمشاهد القتل والذبح والحرق والتشريد، يرفض رفضاً قاطعاً كل فعلٍ متجرد من الإنسانية، لا ينظر للأحداث على مبدأ عين عوراء وعين صحيحة ليبرر لجماعة ويهاجم أخرى، ولا يقبل مطلقاً الممارسات الحيوانية لبعض المحسوبين على البشر عندما يقدمون على أفعال لا تختلف عن صراعات الغاب بين الضباع والغزلان.

الطريق طويل وشاق في سبيل القضاء على الإرهاب، ولن نتخلص منه إلا عندما تتطهر الأنفس من البغضاء والكراهية تجاه كل من يختلف معنا، حاولوا أن تطهروا أنفسكم فإن الكراهية تقضي على كل شيء جميل.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر