5 دقائق

المعيار الثالث: التمكين

الدكتور علاء جراد

في إطار الاستفادة من معايير مواصفة «المستثمرون في الموارد البشرية» يتناول مقال اليوم المعيار الثالث، وهو «تمكين وإشراك العاملين» وكبقية المعايير يحتوي هذا المعيار على متطلبات فرعية حول ثلاثة محاور. تحت المحور الأول «تمكين العاملين» يتوقع أن يكون لدى العاملين القدرة على الوصول للمعلومات والمعارف التي يحتاجون إليها للقيام بعملهم بشكل جيد، ويمكن أن يتم ذلك في صورة بطاقات الوصف الوظيفي، أدلة وإجراءات العمل، وكذلك السياسات والتعليمات، ثم يلي ذلك أن يعرف العاملون أن المؤسسة تحرص وتسعى لتمكينهم، ويتم ذلك من خلال التوعية وحرص الإدارة على إيصال الرسالة، أما المطلب الثالث فهو تشجيع العاملين على أخذ زمام المبادرة، ومنحهم الفرص الكافية لتطوير مهاراتهم القيادية، وأخيراً التحقق من فهم العاملين لأبعاد التمكين، وتطبيق مفهوم المبادرة، وحس المسؤولية من أجل تحقيق أهداف المؤسسة.

• عملية التمكين هي دائماً «الحاضر الغائب» في الإدارة.

في المحور الثاني «المشاركة والتعاون» ينص المطلب الأول على اتباع أسلوب التشاور مع العاملين حول القرارات التي لها تأثير فيهم مثل قرارات النقل أو التدوير الوظيفي، ويأتي المطلب الثاني ليعزز ذلك بأن يشترك العاملون في عملية اتخاذ القرار، وأن يشعروا بأن مساهماتهم تُحدث فارقاً، وثالثاً أن يتم اتباع هذا الأسلوب باستمرار أي عملية إشراك العاملين في اتخاذ القرارات التي لها تأثير فيهم، وأخيراً أن تكون عملية المشاركة والتعاون متأصلة في سياسات ونظام المؤسسة، وتطبق بصفة مستمرة.

في المحور الثالث «اتخاذ القرارات»، يتوقع أن تكون هناك ثقة من القادة بالعاملين، وأن يقدموا لهم الدعم الكافي في اتخاذ القرارات المتعلقة بعملهم، ثانياً أن يقوم القادة بإشراك العاملين في اتخاذ القرارات ذات الصلة بعملهم، ثالثاً أن يتمتع القادة بالشفافية والرغبة في مشاركة المعلومات التي تمكن العاملين من اتخاذ قراراتهم بأنفسهم وتنفيذها، رابعاً: أن يتم تمكين العاملين من تحدي الوضع الراهن لتحسين الأداء المؤسسي وتحقيق الأهداف الاستراتيجية. إن عملية التمكين هي دائماً «الحاضر الغائب» في الإدارة، حيث أحياناً يوجد حرص من الإدارة العليا على ذلك، لكن الأفراد الذين يتم تمكينهم لا يرغبون في استخدام تلك المزايا، وبالتالي فلابد من تدريبهم جيداً ونشر الوعي الحقيقي حول عملية التمكين وأهميتها وفوائدها للمؤسسة.

الجدير بالذكر أن تحت كل محور من محاور المعايير توجد أربعة متطلبات، عبارة عن مستويات مختلفة من النضج المؤسسي، ويعني ذلك أنه يمكن للمؤسسة التي ترغب في تبني المواصفة أن تتبناها تدريجياً، أي تطبق المستوى الأول في كل محور فقط خلال المرحلة الأولى، ثم تتبع ذلك بالمستوى الثاني في مرحلة ثانية وهكذا.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر