٥ دقائق

«بربس وأرقص»!

خالد السويدي

شيء غريب عجيب لا أجد له أي تفسير في الفترة الأخيرة، تدخل على برنامج «إنستغرام» فتشاهد شاباً يرقص بالغترة والعقال، تنتقل إلى برنامج «تويتر» لتقرأ الأخبار وغيرها فتجد شاباً آخر يرقص، تأتيك رسالة في «واتساب» تفتحها لتشاهد مشاهد رقص، تغلق هاتفك المتحرك وتتوجه إلى القرية العالمية فتتفاجأ بأن الرقص قد انتقل في بث حي ومباشر.

•ما تعلمته وأعرفه تمام المعرفة أن الرجال الحقيقيين لا يرقصون مثل النساء!

 المخزي أنّ كل واحد من هؤلاء الراقصين يتحول من شخص مغمور إلى أحد المشاهير، يُستضاف هنا وهناك فيقلده الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس، تأخذهم العزة بالإثم فلا يتقبلون لا نصحاً ولا توجيهاً، يجدون من يصفق لهم ويشجعهم، وتُرسل لهم الهدايا فيتمادون أكثر وأكثر ليعيشوا وهْم الشهرة الزائفة القائمة على مبدأ اجعلوا الحمقى مشاهير.

 قبل أيام انتشرت أغنية خالية من المعنى والكلمات، تتناسب مع الفئة التائهة من الشباب التي ظهرت أخيراً، لم نستغرب أن يرقص الشباب والشابات على أنغامها، فكل شيء غريب وعجيب بلا هدف سيجد شهرته السريعة بسبب الذوق الهابط والمتردي، بيد أنّ الشيء المستغرب والخطأ الفادح أن يقوم عدد من الشباب بتصوير الرقصة وهم يرتدون الزي العسكري، فلم يكن هناك أدنى احترام لزي حماة الوطن، الذين قدموا أرواحهم من أجل الوطن فاستشهد عدد منهم، ولايزال غيرهم يقاتلون في ساحات الوغى لنصرة الحق.

كان منظراً مشيناً أثار مشاعر الاستياء والغضب، وتصرفاً أرعن يعبر عن الاستهتار وعدم المبالاة وانعدام المسؤولية، ولكن كالعادة هناك من دافع عنهم وصفق لهم وأُعجب بهم وشكرهم على إبداعهم في الرقص، حتى أحد الراقصين عندما دافع عن نفسه برّر بأنه لم يكن ينوي نشر الفيديو، ولكن بقدرة قادر انتشر ليتحول إلى حديث الناس في كل مكان.

شبابنا لديهم طاقات كبيرة ومواهب عظيمة، إنما مشكلتهم في عدم استثمارها بالشكل الصحيح، أو بالأحرى يبحثون عن الشهرة بأسرع الطرق، إن رقص أحدهم واشتهر فسيرقص العشرات طمعاً في الشهرة، وإذا تحولت واحدة إلى «فاشنيستا» ستجد العشرات يحاولن أن يصبحن مثلها.

لسنا ضد مظاهر الفرح والاستمتاع، ولا أعتقد أنه يوجد قانون يعاقب على رقص وتمايل الشباب، ولكن ما تعلمته وأعرفه تمام المعرفة أنّ الرجال الحقيقيين لا يرقصون مثل النساء!

 Emarat55@hotmail.com

 Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر