كل يوم

كفاءة «ديوا»، ودور أفراد المجتمع..

سامي الريامي

لا خوف على توفر القدرة الكهربائية لدبي، فمهما توسعت المدينة في مشروعاتها، هناك دائماً تخطيط كهربائي قصير وبعيد المدى، يواكب النمو والتطور في حجم المدينة وسعتها، وليس سراً أن يُعلن الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي سعيد الطاير، وبكل فخر، وصول كهرباء دبي كمؤسسة إلى واحدة من أكفأ المؤسسات العالمية، وأكثرها تطوراً وكفاءة، في العمل والاستراتيجيات وجميع الأمور الفنية والتقنية اللازمة لتوليد الكهرباء وتشغيل المحطات.

• لابد من أن يدعم أفراد المجتمع ومؤسساته، والقطاعان العام والخاص جهود الهيئة في ترشيد الاستهلاك، وفي إنجاح مشروعها الحضاري المتمثل في إعادة تأهيل المباني لتكون صديقة للبيئة قليلة استهلاك الطاقة.

 لا خوف أيضاً من تدهور أسعار النفط على الكهرباء وتوفيرها، فالمحطات التابعة للهيئة جميعها تعمل بالغاز، ووجود الغاز مرتبط باتفاقيات سابقة، لذا فلا علاقة أبداً بين ارتفاع أو انخفاض أسعار النفط، وبين أسعار توليد الكهرباء أو أسعار الفاتورة الشهرية التي تصل إلى المستهلك النهائي.

 ولا خوف أيضاً على مستقبل الطاقة الكهربائية وكفاءتها، فالخطط الموضوعة التي تسير عليها الهيئة بكفاءة عالية، تعالج أية تحديات مستقبلية، كما أنها متعددة المصادر فلم تعد تعتمد على مصدر واحد للطاقة الكهربائية، بل لديها خيارات عديدة ستدخل الخدمة تباعاً من الآن وحتى عام 2050، فهناك مجمع محمد بن راشد للطاقة الكهربائية الذي يعتبر الأكبر من نوعه عالمياً في عدد الألواح الكهربائية، والذي سيغذي المدينة بطاقة نظيفة المصدر، وبنسب متفاوتة خلال الأعوام المقبلة، وصولاً إلى 70% في عام 2050، وهناك خطط أخرى لإنتاج الكهرباء من الفحم النظيف، ومن الطاقة النووية، وغيرها من مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة.

الهيئة تسير بخطى متميزة، وعالية الجودة، وهي تُركز جهودها على المسارات كافة، لتحقيق أعلى درجة من الكفاءة والتميز، وهذا يتطلب أيضاً دوراً مساعداً من المجتمع وأفراده، فالتعامل مع الكهرباء والماء يجب أن يكون مختلفاً، بل يجب العمل على الحفاظ عليهما ووقف الهدر فيهما، مهما كانت قدرة الهيئة على توفير الطلب بالكميات المطلوبة وزيادة، ومهما كان حجم الفائض الذي تمتلكه الهيئة في الكهرباء والماء.

التعامل مع الطاقة يجب أن يكون مختلفاً، ولابد من أن يدعم أفراد المجتمع ومؤسساته، والقطاعان العام والخاص جهود الهيئة في ترشيد الاستهلاك، وفي إنجاح مشروع الهيئة الحضاري المتمثل في إعادة تأهيل المباني لتكون خضراء صديقة للبيئة قليلة استهلاك الطاقة، وهذا ليس من أجل الهيئة وحدها، بل فائدته تعود سريعاً على المستهلك الذي سيوفر نحو 30% من ماله، لو اتبع طرق ترشيد الطاقة، وإعادة التأهيل.

المشروع حضاري بمعنى الكلمة، فالهيئة استطاعت توفير 12 مليون درهم عندما طبقته فقط على مبانيها، وهذا يعني أن كل فرد وكل مؤسسة وكل صاحب عقار يستطيع خفض تكاليف فاتورته الشهرية بنسبة 30%، لو اتبع الخطوات الصحيحة لإعادة تأهيل بيته أو بنايته أو مبنى مؤسسته، ليصبح صديقاً للبيئة ويقلل الهدر في الطاقة الكهربائية، ولا شك في أن هذا التوفير هو أقل بكثير من الكُلفة المطلوبة لتحويل المبنى، وهذه فائدة مباشرة يجنيها الشخص، إضافة إلى الفائدة المجتمعية العامة في ترشيد استخدام الطاقة والحفاظ على البيئة، فهل نبخل بالمشاركة في هذا المشروع الحيوي المهم، في حين لم تبخل علينا الحكومة بمليارات الدراهم لتطوير القدرة والكفاءة الكهربائية، وإيصال نسبة انقطاعات الكهرباء في المدينة إلى مستوى متدنٍّ جداً قلما يوجد في أي مكان آخر؟!

 twitter@samialreyami

 reyami@emaratalyoum.com

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر