مزاح.. ورماح

إعادة هيكلة..

أحمد حسن الزعبي

وصلتني فأعجبتني.. فأعدت تحريرها لتناسب الوضع الحالي:

 تقول الحكاية إن نملة مجتهدة كانت تتجه في الصباح الباكر إلى عملها فتنجزه على أكمل وجه، تكدّ وتنتج من دون كلل أو ملل، ذات يوم رآها الأسد وهي في همة عالية وعمل جاد، وقال في نفسه: «إذا كانت النملة تعمل بكل هذه الطاقة من دون رقابة أو أن يشرف عليها أحد، فكيف سيكون إنتاجها لو عينت عليها مشرفاً؟ بالفعل قام في اليوم التالي بإيجاد مسمى وظيفي جديد، وتعيين أحد المقربين منه (الصرصار) مشرفاً عاماً على أداء النملة، كانت أول قرارات الأخ المشرف: وضع نظام للحضور والانصراف للنملة، وطلب منها بصمة دخول وبصمة مغادرة، وتعيين «الناموسة» سكرتيرة لكتابة التقارير عن النملة، وتنظيم مواعيد الصرصار خارج الدائرة ، كما قام بتعيين «العنكبوت» للأرشيف وإدارة المقسم ، و«البريعصي» مراسل ومشرف الضيافة في القسم الجديد.

سرّ الأسد للشكل الإداري الجديد وتوزيع المهام وتقاسم المسؤوليات وطلب من الصرصار تطوير التقارير بأن تتضمن رسوماً توضيحية لعمل النملة في الأسبوع، وتحليلاً إحصائياً للمعطيات، واحتساب نسب الإنجاز، فاشترى الصرصار برنامجاً محاسباً بالآلاف، وبرنامج «أوتوكاد» وطابعة ليزر ثلاثية الأبعاد وعين مجموعة موظفين من الأقارب والمعارف لإعداد التقارير، بدأت النملة تشعر بالإحباط لكثرة المرجعيات وتعقد البيروقراطية وكثرة المسؤولين عن عمل كانت تقوم به شكل تلقائي ومنظم.

بعد شهور شعر الأسد بتراجع الأداء الإداري، فقرر تغيير عمل آلية القسم وتعيين الجرادة كخبيرة للتطوير الإداري، أول ما قامت به الأخيرة غيّرت أثاث المكتب واشترت من مخصصات الدائرة الجديدة سجاداً جديداً، وطالبت بسيارة وسائق من الموازنة المخصصة، كما عينت مساعدة لها لوضع الاستراتيجيات وإعداد الموازنة المقبلة بناء على معطيات إنتاج النملة.

بعد شهر وصلت الأسد تقارير «سرية» من خبيرة التطوير الإداري، مفادها أن القسم يعاني من تكدّس في العمالة الزائدة التي لا مبرر لها، ثم أوصت بإعادة الهيكلة، هزّ الأسد رأسه موافقاً على ما جاء في التقرير السرّي.. ثم تناول قلمه ووقع قراراً فورياً يقضي بفصل النملة.

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر