٥ دقائق الدكتور

الوعي الذاتي طريق النجاح

الدكتور علاء جراد

إذا كنت لا تفضل العمل في فريق فلا بأس في ذلك، أنت صح، أما إذا كنت تستمتع بالعمل ضمن فريق فأنت صح أيضاً، إذا كنت تفضل كلما أوكلت لك مهمة أن تعرف التفاصيل، وأن تكون كل خطوة مرسومة مسبقاً، وتلتزم بما كلفت به فقط فأنت صح، أما إذا كنت تحب المهام الصعبة التي يلفُّها الغموض وتفضل أن تُنفذ المهام التي بها تحدٍّ فأنت صح أيضاً، نعم فكُلٌّ ميسر لما خلق له، وكل منا لديه قدرات وطاقات ومعارف مختلفة، ولكل شخصية سماتها الخاصة والفريدة، لذلك لا ضرر أن نقوم بالأعمال بطريقتنا الخاصة، إذا تيسر ذلك.

• إن «الوعي الذاتي» محرك أساسي للنجاح والتقدم في الحياة

 

الجانب المحوري هنا هو أن يعرف الإنسان نفسه جيداً، ويدرك أبعاد وسمات شخصيته، فالبعض يُبدع ويَبتكر عندما يعمل منفرداً، وهذا ليس أنانية أو عيباً في الشخصية، والبعض الآخر قد يكون على العكس تماماً، وقد أُجريت آلاف الدراسات حول هذه الموضوعات، ولُوحظ أن شعوباً كاملة قد تتفق في أساليب العمل، فمثلاً في اليابان والكثير من الدول الآسيوية، يسود أسلوب العمل ضمن فريق «الجماعية» Collectivism، أما في الولايات المتحدة وأستراليا فالعكس تماماً حيث تسود «الفردية» Individualism، لذلك تنجح أساليب عمل معينة في دول، وتفشل في دول أخرى مثلما نجح أسلوب «كايزن»، أو التحسين المستمر في اليابان، ولكن فشل في الولايات المتحدة، لذا من أهم عوامل النجاح أن يعرف الإنسان ذاته، ويدرك جيداً سمات شخصيته.

 

إن «الوعي الذاتي» محرك أساسي للنجاح والتقدم في الحياة، حيث إن نجاح الفرد في التعامل مع الآخرين، وفي إنجاز المهام يرتبط ارتباطاً مباشراً بمدى وعيه بذاته، وفهمه لطبيعة شخصيته وظروف العمل التي يمكن أن يبدع ويبتكر فيها، والموضوع لا يحتاج إلى اجتهادات شخصية، حيث تتوافر وبمنتهى السهولة العديد من الاختبارات النفسية والسلوكية، التي يمكن استخدامها، والتي تتميز بدقة نتائجها وإمكانية الاعتماد عليها، ومن أهم تلك الاختبارات الاختبار الشهير لـ«مايرز آند بريجز». ووفقاً لذلك التحليل، يستطيع الإنسان أن يحلل شخصيته، ويحدد أي الوظائف تناسبه، حيث إن الكثير منا قد يشعر بعدم الانسجام في العمل الذي يقوم به، وقد يعزو أسباب ذلك إلى المدير أو الزملاء أو أي أسباب خارجية، لكن قد يكون السبب الحقيقي داخلياً، ولا علاقة له بالعوامل الخارجية، وببساطة قد لا تكون هذه هي الوظيفة المناسبة. ودائماً لاتزال هناك فرص للتحسين والتعلم، فما رأيك أن تبدأ اليوم بالبحث عن أحد تلك الاختبارات، وتعرف نفسك عن قرب؟!

 

 

@Alaa_Garad

 

 

Garad@alaagarad.com

 

 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر