5 دقائق

تفاعلنا مع المجلس الوطني أمانة

سعيد المقبالي

لن تكون شراكة المواطن مع المجلس الوطني الاتحادي مرتبطة فقط بأيام القوائم الانتخابية والترشح والانتخابات.. هذا ما نتمناه مع بدء الدورة الجديدة للمجلس، وبعد سنوات طويلة من التجارب التي عززت الثقافة البرلمانية لدى شريحة ليست قليلة من المجتمع.

•«نحن متفائلون بأن تكون هناك استراتيجية إعلامية متكاملة، تستهدف تعزيز التفاعل المجتمعي مع دور المجلس الوطني الاتحادي خلال سنواته المقبلة».

اليوم، ومع عهد جديد للمجلس برئاسة شخصية نسائية ذات خبرة مجتمعية عميقة، مثل معالي الدكتورة أمل القبيسي، التي استلهمت من تجاربها الميدانية أن القرب من المواطن ليس فقط بنشر الأخبار والنتائج وما فعلناه وما سنفعله، وإنما أن يكون المواطن بروحه الوطنية السليمة المتزنة هو الشريك والمحرك الأساسي لما نقوم بمناقشته وصياغته وإقراره، ففي النهاية نحن نعمل لأجله لأنه «لولا الإنسان لما وجدت الأوطان»، لذا لن يكون للعمل معنى إذا كان هذا الإنسان المواطن غائباً عن مراحله، ولم يشارك في مناقشة المداولات التي تخصه في المقام الأول.

لقد كانت هناك تجارب جادة ومبدعة وذات أثر من قبل المجلس الوطني الاتحادي في السنوات الماضية، لنشر الثقافة البرلمانية، ونشر المعرفة حول دور المجلس الوطني الاتحادي، إلا أننا لازلنا نرى بأن المشاركة الفعلية والتحرك عبر وسائل الإعلام لحشد المشاركة الجماهيرية في ما يتعلق بالمجلس الوطني الاتحادي لا تأتي إلا أيام العملية الانتخابية، أما خلال عمل المجلس ومناقشته للقضايا الوطنية فلا نرى الحشد والتفاعل نفسه، على الرغم من وجود جهود ملحوظة وصادقة من قبل معظم وسائل الإعلام المحلية، لإبراز مدى التفاعل المجتمعي مع جلسات الوطني الاتحادي، وهي جهود تعتمد على الاستقصاء الصحافي لرأي الشارع في أوقات محددة، وليست منصة تفاعلية دائمة.

مع الانطلاقة الجديدة للمجلس مع هذه الكوكبة البارزة من الأعضاء، ومع شخصية ذات تجارب رائدة مثل معالي الدكتورة أمل القبيسي، فنحن متفائلون بأن تكون هناك استراتيجية إعلامية متكاملة، تستهدف تعزيز التفاعل المجتمعي مع دور المجلس الوطني الاتحادي خلال سنواته المقبلة، وقبل الإعلان عن انتهاء فترته، كي نسهم في إثراء الثقافة البرلمانية لدى أكبر شريحة من المجتمع.

فكما حاولنا أن نحض المواطنين الواردة أسماؤهم في القوائم الانتخابية على المشاركة في الانتخابات، لأن «الصوت أمانة»، كذلك نحتاج إلى أن نحضهم طوال الفترة المقبلة نحو التعرف إلى مداولات جلسات الوطني الاتحادي، ومعرفة الجهود التي يقوم بها المجلس وأعضاؤه وأمانته العامة، وفتح منصة تفاعلية بناءة تجمع بين المجلس والمجتمع، لكي نغرس في الأفراد مفهوماً جديداً ومهماً هو «تفاعلنا مع المجلس الوطني أمانة»، لأن المجلس موجود لأجل المواطنين عامة، ليتبنى ما يرتبط بهم من قضايا ويناقشها باسمهم مع الحكومة، وعليه فإن اطلاع المواطن وتفاعله مع الوطني الاتحادي مطلوب طوال فترة المجلس، وليس فقط أيام الانتخابات، وإذا كان الارتباط مستمراً طوال فترة المجلس فلن تأتي الانتخابات المقبلة إلا وقد أصبحت لدينا قاعدة عريضة من المواطنين المدركين لأهمية مشاركتهم بأصواتهم ومقتنعين بأنها أمانة وطنية.

أخيراً..

لم يدخر المجلس الوطني الاتحادي طوال الأعوام الماضية جهداً في سبيل تطوير عمله وشراكته مع المجتمع، إلا أن التجارب الماضية والمعرفة المكتسبة منها مع التطور الهائل في كل المجالات تصنع لنا آفاقاً جديدة وأفكاراً مبدعة للتطوير على ما قد بدأ به السابقون.. متفائلون كثيراً بالمرحلة المقبلة.

saeed@uae.net

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .  

تويتر