٥ دقائق

الدور عليك

خالد الكمدة

كأم حنون.. تقضي أحياناً ليالي طويلة تفكر في بسمة غابت ليوم أو بضع ساعات عن وجه طفلها، تحيطه بجبال من الحب وغيوم من العطف، تملأ خزانته وأدراجه بما قد يضمن ألا تستأذن إشراقة بسمته ولو لدقائق.. كأب طيب لا يألو جهداً ولا يبخل بعطاء، يمنح بلا حساب ولا يبحث عن جزاء، يكفيه فقط أن يرى هذه القطعة الغضة منه تترعرع بأمان وتنعم براحة بال.. هكذا تماماً كان لنا الوطن على الدوام، هكذا نشأنا في كنف هذه الأرض الحنونة الطيبة التي منحتنا كل ما نشتهيه، وما نحلم به، وما نرنو إليه، وفاقت على الدوام رؤيتها لسعادتنا وفرحنا ما أردناه، وجاوزت عطاءاتها ما طلبناه.. لكن كما الأب والأم، يحتاج الوطن إلى الاستماع لنا، ليعلم ما نبغي وكيف نريد لفرحنا به أن يستمر.. في وقت ما، يشتاق الأب والأم والوطن إلى أن يصغوا لنا وإلى تحقيق مطالب بعينها نسميها لهم، يتوقون لأن يروا لنا دوراً في علاقة المحبة، لا يزيد أحياناً على أن نعبر لهم كيف نريد حبهم لنا أن يكون.. هنا يصبح الدور لنا، والكرة في أيدينا نوجهها حيث شئنا في الصندوق.

قدم صوتك بأمانة إلى من هو ملمّ بالدور الأساسي للمجلس الوطني.

أن تمنح صوتك لمرشح في انتخابات المجلس الوطني ليس طقساً اجتماعياً ولا ترفاً حضارياً، أن تسمي من تريد وأن تنقل إلى القادة عبر انتخابه رؤيتك لمستقبلك ومستقبل مجتمعك واجب وضرورة، لتستمر «سيمفونية» العطاء والازدهار بالسلاسة والجزالة نفسيهما اللتين أحببناهما، لكي نستمع تالياً فيهما إلى مقطع أجمل.

الدور عليك لتساعد، بعد أن استثمر الوطن فيك كثيراً وطويلاً، في رسم المرحلة المقبلة من استقراره وسعادته، وأن تختار لذلك من تراه واقعياً وملماً باحتياجات وتطلعات مجتمعك ومحيطك، أن تختار بموضوعية واتزان دون التفات لعوامل لا تقدم ولا تؤخر كصداقة أو قبلية، أن تكون الناخب الأمين الذي يجمع في قلبه وعقله كل ما نشأنا عليه من الحكمة، وما نريده لهذا الوطن ولمستقبلنا من استقرار وفرح.

الكرة في ملعبك، مُد لك بساط أحمر، سُهلت الإجراءات ويسرت السبل، لتسير على مهلك وتصوّت إلكترونياً وبكل راحة، فقط ليستمع إليك وليصله صوتك، ضعها في الشباك، قدم صوتك بأمانة إلى من هو ملمّ بالدور الأساسي للمجلس الوطني، وقادر على طرح الموضوعات التي تهمك وتهم إخوتك المواطنين، بعد مسيرة عقود، عمل فيها الوطن لإسعادنا، لا تبخل بخطوة، واحرص على أن تكون خطوتك في الاتجاه الصحيح.

@KhaledAlKamda

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر