مزاح.. ورماح

مقعد الخيانة..

أحمد حسن الزعبي

من الصور المتداولة بكثرة على مواقع التواصل، خصوصاً على حسابات بعض الشباب حديثي العمر، المقعد الذي يجلس عليه شابان وفتاة، بينما تكون الفتاة ترخي رأسها على كتف الأول برومانسية ذائبة، فإنها تمدّ يدها من وراء ظهر المقعد الخشبي متجاوزة حبيبها، لتمسك بيد صديقها الثاني برومانسية ذائبة أيضاً، دون أن يرى الأول حركة الخيانة تلك.

قبل أسابيع قرأنا أن سويسرا والنمسا تحققان في ادعاءات تجسس محتملة، جرت أثناء المحادثات النووية الأخيرة بين أميركا وإيران، وبدأت التحقيقات بعد تصريح شركة حماية إنترنت روسية عملاقة باكتشافها سلاح تجسس عبر الإنترنت شديد التطور، يجري استعماله حول العالم، واستهدف بشكل خاص الفنادق التي استضافت جلسات الحوار المتعلقة بالسلاح النووي الإيراني، مبينة أن هذا السلاح مدعوم من قبل دولة، ولا يمكن أن يكون من قبل أفراد أو مجموعات، حيث تدور الشكوك حول كيان «إسرائيل»، لأنها استخدمت نسخة قديمة من الفيروس نفسه الذي استخدمته في التجسس الأخير.

وفي خبر منفصل، وبتاريخ سابق، كانت ألمانيا اتهمت وكالة الأمن القومي الأميركية بالتنصت على هاتف المستشارة الألمانية «ميركل»، وثمة حوادث تجسس أخرى بين أميركا وروسيا، وبريطانيا وفرنسا، وغيرها من الدول الثقيلة، رغم التحالفات والتطابق في المواقف السياسية بين بعضها، هذه الحال بين الأحباء والمتحالفين، فماذا عنا نحن العرب؟ أعتقد أن الاختراق واصل من «أخمص أقدامنا» إلى «رؤوسنا».

المشهد الدولي والأمني الدولي لا يختلف كثيراً عن مقعد الخيانة، فإسرائيل التي ترخي رأسها على صدر أميركا، تخونها من الخلف، وتتجسس عليها، وأميركا التي تصافح إيران خلف إسرائيل العشيقة، تخونها مع روسيا، وألمانيا التي تتوسط المقعد تميل رأسها، حيث الصدر الأوسع واليد الأدفأ، وهكذا تستمر العلاقات «الرومانس براغماتية» بخفاء وخيانة إلى ما لا نهاية، ولا يراها على حقيقتها إلا «المصوّر» وعامل «الحديقة».

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر