مزاح.. ورماح

ثلاثة في واحد..

أحمد حسن الزعبي

أحضرت فنجان قهوة ثقيلاً، شمّرت عن ساعديها، ثم عقدت شالها فوق رأسها وأرخت طرفي الشال عن دماغها كناية عن «تأبط شرّاً»، وبدأت تفكر وتهزّ رجلها اليسرى في كيفية الانتقام، صرير الأسنان كان يفلت أحياناً من إحكام الفكّين، ثم تسكنه برشفة قهوة مرة.. ومع ذلك لم تتوقف عن التفكير العميق.. هي ليست كبعض الدول التي كلما تعرضت لقصف أو صفعة قالت إنها ستردّ في الزمان والمكان المناسبين، فيبرد الوجع وينسى المجتمع الدولي قصة القصف، ولا يحدث الرد لا في الزمان ولا المكان مهما طالا أو قصرا.. لذا كانت تشبك المعادلة كلها بين أصابعها.. فمنذ أن نُشرت صورة «السيلفي» لزوجها مع ضرتها الجديدة، وقامت إحدى الخيّرات بعمل «شير وتاغ» لها.. وهي تفكّر كيف يكون الردّ في الزمان والمكان المناسبين وفي أقرب وقت ممكن.. فجأة نبت «مصباح» نيوتن فوق رأسها، يا سلااااام لقد حضرت الفكرة.. صفرت وضحكت وضربت كفها بكفها معجبة بهذه الفكرة الشيطانية.. وشرعت بالتنفيذ..

تركت زوجها العريس يهنأ بعطلة نهاية أسبوع سعيدة، قالت في نفسها لم لا؟! ما دامت الخطة طويلة الأمد ومفعولها مزمن كوجع «الديسك».. وما إن انتهت العطلة حتى بعثت لزوج الضرة رسالة تطلب منه «التسريح بإحسان».. حاول الرجل بكل ما أوتي من «مسكنة» و«تذلل» أن يعدلها عن رأيها لكنها أصرت على «الخلاص».. حاول صرف كل عبارات «العشرة» و«العدل» و«العدالة» و«اللي ما له قديم ما له جديد»، التي عادة ما تقال في حراجات السيارات.. لكنها بقيت تصرّ على رأيها بالانفكاك.. أخيراً تقابلا عند القاضي الشرعي.. وحصل الطلاق وأخذت ورقتها وغادرت.. في نفس اليوم اتصلت بخطّابة خبيرة وصاحبة باع طويل في الزيجات «البراغماتية»، وحاصلة على شهادة آيزو في «صيد العرسان»، وعائدة حديثاً من «يوفنتوس» بعد احتراف لأكثر من عشر سنوات.. المهم طلبت مقابلتها وجهاً لوجه، شرحت لها الخطة بالتفصيل، وسرّبت لها ما تفكر فيه وفي من تفكّر في هذه اللحظة، فحذّرتها الخطابة بحكم خبرتها الكبيرة من خطورة الإقدام على مثل هذه الخطوة، إلا أن الزوجة المتضررة بيّنت لها أن ما تقوم به هي أنبل عملية انتحارية في التاريخ..

وبالفعل بعد انتهاء العدة الشرعية.. نجحت الخطة عندما تم الإعلان عن اقتران المرأة بوالد العروس الجديدة.. وبهذا تكون قد قامت بالانتقام الثلاثي «ثلاثة في واحد»: ضرتها.. وأم ضرتها.. وطليقها.. كما أصبحت حماة طليقها الجديدة، حيث باتت تتمتع بصلاحيات ونفوذ أكبر...

يقال إن البيت الأبيض يفاوضها الآن للعمل كمستشارة للرئيس الأميركي حول العلاقات الأميركية الروسية.

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر