كل يوم

سموّ خليفة ونبل أخلاقه..

سامي الريامي

الإساءات لم تكن بسيطة، ولم تكن من النوع الذي يُمكن تجاوزه، وما أُعلن من تفاصيل الجلسات التي حُوكم فيها المواطنون القطريون بتهمة التعدي والإساءة إلى رموز دولة الإمارات شيء يندى له الجبين، ويتجاوز كل الحدود والأعراف، وقبل ذلك الأخلاق والقيم العربية والإسلامية، كما أنه تجاوزٌ لم تعهده من قبل مسيرة دول مجلس التعاون الحافلة بالمحبة والأخوة والاحترام!

سيذكر التاريخ يوماً أن جهود الإمارات أسهمت في إيقاف العبث وانحسار الفوضى واستتباب الاستقرار في كثير من الدول العربية، والمستفيد الأول والأخير هو شعوب تلك الدول.

ومع ذلك جاءت ردة فعل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، سريعة، حيث أمر، حفظه الله، بالإفراج عن المُدانين وعودتهم إلى بلدهم، وفي ذلك قمة الإحسان والشهامة.

إنها شيم النبلاء، عاملهم سموه بأخلاقه الرفيعة السامية، بأخلاق العروبة والإسلام، التي ترفع من شأن من يعفو عند المقدرة، وهي واحدة من أفضل الصفات التي تميز ديننا الحنيف، وتميز كل شهم تجري في دمائه فروسية العرب ونبلهم وأخلاقهم الراقية.

سموه حريص كل الحرص على توطيد العلاقات الأخوية الوثيقة، التي تجمع بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين، الإمارات وقطر، وسموه حريص على دعم مسيرة دول مجلس التعاون، وتنقيتها من كل الشوائب المؤقتة التي قد تؤثر سلباً في هذه المسيرة، وسموه يمتلك نظرة شاملة واسعة بعيدة المدى، أكبر بكثير من صغائر الأمور، ولذلك فقد تجاهل الإساءات، واتخذ قراراً يدل على ترفعه وسموه، ورِفعة قدره ومقداره.

هذه هي الإمارات، وهذا نهجُها، وسياستها، وهذه هي أخلاق قادتها، دولة متسامحة، تُحب الوحدة، وتنشر المحبة بين الأشقاء، لا تبحث عن مشكلات ومناوشات، بقدر ما تؤيد الاستقرار، وتعمل على نشر الأمن والأمان في أنحاء المنطقة الخليجية والعربية، وسيذكر التاريخ يوماً أن جهود الإمارات أسهمت في إيقاف العبث وانحسار الفوضى واستتباب الاستقرار في كثير من الدول العربية، والمستفيد الأول والأخير هو شعوب تلك الدول.

نمر بفترة صعبة للغاية، وهي بالغة الحساسية، والأخطار تحيط بنا من كل جانب، وهناك من يحيك لنا الدسائس، ويكيد لنا المكائد، ويريد حرماننا نعمتي الاستقرار والأمن، يُريد نشر الفوضى، وتصدير الثورة، وتفكيك التعاون والوحدة، وهناك من يخطط الليل والنهار للنيل من مقدرات دول مجلس التعاون، طمعاً في نهب ثرواتها، لذا فنحن كدول مجلس التعاون لا نملك خيارات كثيرة، الخيار الوحيد الذي نملكه لمواجهة جميع التحديات الحالية والمستقبلية، هو التكاتف والتعاضد وتوطيد التعاون والعمل المشترك الموّحد.

على دول المجلس أن تعي جيداً خطورة الوضع الراهن، وخطورة الأحداث المتسارعة التي تحيط بها، وعليها أيضاً أن تعمل على عدم إعطاء الأعداء والحاقدين والمتربصين أي فرصة لزرع الشقاق والخلاف بيننا كأخوة، فمتى ما استطاع العدو التغلغل بين دول المجلس، واستطاع التأثير سلباً في العلاقات بينها، فإنها حتماً ستكون بداية النهاية!

هذا ما تؤمن به دولة الإمارات، وهذا ما يؤمن به قادتها، لذلك فهم دائماً ما يتجاوزون عن كثير، ويقدمون لتدعيم أواصر المحبة والتعاون بين دول المجلس الكثير، ولذلك كانت نظرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان شاملة وسامية، فلا غرابة أبداً أن يعفو عمن أخطأ في حقه، لأنه أرفع وأعلى مقاماً بطيبته ونبله وكرم أخلاقه، وهو أحرص على وحدة وتضامن دول المجلس لما فيه خير الشعوب الخليجية.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر