كل يوم

تجفيف منابع الابتزاز الإعلامي!

سامي الريامي

كل الشكر والتقدير لهيئة الطرق والمواصلات العامة، التي بادرت، أمس، فور نشر مقال «مجلة الابتزاز والاحتيال الإعلامي»، إلى وقف جميع أشكال التعامل مع هذه المجلة، والشكر موصول إلى هيئة كهرباء ومياه دبي، وجميع الوزارات الاتحادية والدوائر المحلية والشركات شبه الحكومية، التي اتصلت، أمس، لمعرفة تفاصيل ما يحدث، ووعدت بإعادة النظر في خططها الإعلانية، لوقف هذا النوع من الابتزاز والاستغلال.

والدور الآن على بقية شركاتنا الحكومية وشبه الحكومية، العقارية وغير العقارية، لتحذو هذا الحذو، وتقف بحزم ضد هذا المشروع الفاشل، الذي لا يُمثِّل الإعلام، ولا يتشرف به الإعلام، بقدر ما يُمثِّل أسوأ صورة يُمكن أن يُستغل بها الإعلام لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة!

على الجميع أن يرفع شعار «تجفيف منابع الابتزاز الإعلامي»، وذلك من خلال رفض الإعلان أو الظهور بأي شكل من الأشكال في هذه المجلة.

لا تحتاج دبي، ولا تحتاج أي هيئة أو مؤسسة فيها إلى ترويج مجلة من هذا النوع، فإنجازات دبي ومؤسساتها أجبرت مختلف وسائل الإعلام العالمية، ذات الصدقية والحياد، على إجراء تحقيقات وتغطيات مميزة عن التطور الهائل الذي تمر به المدينة، دون أن تضطر أي من مؤسساتنا إلى دفع درهمٍ واحد نظير هذه التغطيات، بل إن القنوات الفضائية والصحف والمجلات تتسابق للانفراد بأي خبر عن دبي ونشاطها، فهذا يعتبر إنجازاً وسبقاً لها لا لدبي، فأين المنطق في دفع مقابل مالي لمجلة محدودة الانتشار، ضعيفة المحتوى، تفتقر إلى الصدقية والمهنية، من أجل موضوع لا يُسمن ولا يغني من جوع؟ وأين المنطق في سذاجة هذه المجلة لطلب مبلغ 400 ألف درهم من رئيسٍ تنفيذي شهير نظير وضع صورته على الغلاف؟ عفواً من تعتقدون أنفسكم؟!

ابتزازكم لا قيمة له، إن أدرك جميع المسؤولين التنفيذيين في الشركات شبه الحكومية أو الخاصة والجهات الحكومية أن تأثيركم ضعيف، وأسلوبكم مُهين لكم أولاً وأخيراً، ودبي أرقى من أن تنالها تقاريركم السلبية، فالواقع على الأرض يدحض الكذب والتزوير على الورق.

وابتزازكم لا قيمة له، إن انتهج الجميع نهج هيئة الطرق والمواصلات التي تصرفت بوطنية وإخلاص، وأوقفت تعاملاتها معكم، أو انتهجوا نهج شركة نخيل التي رفضت الابتزاز، ولاتزال ترفضه، فهي رغم توجيه سهامكم المسمومة تجاهها، لم تتأثر، بل واصلت النمو، وحققت الأرباح، وسددت الديون قبل موعدها، وهذا خير دليل على صِغر حجمكم، وضعف تأثيركم!

هذه أمثلة نسوقها اليوم لمؤسسات وشركات راقية رفضت الابتزاز، وسارت في طريق النجاح والتميز، ولا مانع مستقبلاً من مراقبة هذه المجلة، لضرب أمثلة معاكسة لجهات ومؤسسات قبِلت الابتزاز، وتحولت طوعاً لتكون ضحية لهذا النصب الإعلامي، إضافة إلى أن المديرين والرؤساء التنفيذيين الذين سيظهرون مستقبلاً على غلاف هذه المجلة، عليهم أن يدركوا أن هناك شبهة صفقة مالية غير مشروعة ستحوم حولهم، خصوصاً إن كانت الأموال المدفوعة نظير ظهور الرئيس التنفيذي، فهي مال عام من المؤسسة التي يمثلها، لا من جيبه الشخصي!

على الجميع أن يرفعوا شعار «تجفيف منابع الابتزاز الإعلامي»، وذلك من خلال رفض الإعلان أو الظهور بأي شكل من الأشكال في هذه المجلة، والضغط عليهم في هذا الاتجاه، فنحن لسنا ضد الإعلام، ونحن لا نؤيد أبداً إغلاق أي منبر إعلامي، لكننا جميعاً ضد الإعلام الهابط السيئ، الذي يمارس الاحتيال باسم الإعلام، ونحن جميعاً مع محاصرة ومكافحة انتشار ظاهرة الابتزاز المالي بكل أشكاله وألوانه!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر