5 دقائق

مدير انفعني وانفعك

خالد السويدي

أعرف هذا المدير منذ أن كان موظفاً صغيراً، لا يختلف اثنان على كونه إنساناً طموحاً تدرج في المناصب حتى وصل إلى المنصب الذي وصل إليه، إنما على الرغم من الذكاء الذي يتمتع به شخصياً، وعلى الرغم من أنه مجتهد في عمله، إلا أنني بكل صراحة لا أتشرف بمعرفتي به طوال هذه السنوات!

نصيحتي لكل المديرين، خصوصاًُ صاحبي المغرور، لو دامت لغيرك ما وصلت إليك.

الموضوع ليس شخصياً مطلقاً، إذ ليس بيني وبينه أي مشكلة، وإنما يتعلق بأنه من نوعية المديرين الذين يعطلون مصالح الآخرين، ومن النادر جداً أن يساعد المراجع في أي معاملة، حيث يتذرع دائماً بالقوانين مع أن القانون أعطاه الصلاحية في العديد من الحالات للاستثناء متى ما كان ذلك مناسباً.

وكثيراً ما سمعت ممن أعرفهم تمام المعرفة، العديد من المواقف التي حدثت لهم شخصياً مع هذا المدير، فصاحبي المدير لا يعرف في قاموسه سوى كلمة لا، الطلب مرفوض ثم مرفوض، لذا يقوم بعض المراجعين بالدخول على المدير العام لأنهم يعلمون أن صاحبي المدير لن يوافق على أي استثناء حتى في حدود القانون.

في المقابل هناك نوعية لا يرد لها طلباً، إذ يوقع على الطلب مغمض العينين، ويكرر عليهم: تم طال عمرك، فيكفي أن يكون المراجع صديقاً لأحد الشيوخ أو لديه منصب مرموق، والأهم من كل ذلك أنه يمكن الاستفادة منه مستقبلاً على مبدأ: انفعني وانفعك!

هذا المدير توجد لديه مشكلة مع الاستثناءات، مع أنه في الواقع الأكثر استفادة من هذه الاستثناءات، إذ استخرج أرضاً سكنية، لا يستحقها قانوناً، بالاستثناء، وحصل على أرقام مميزة بالاستثناء، وعلى رخص تجارية لا يحصل عليها أي مواطن عادي إلا بالاستثناء، وأشياء كثيرة أعرفها ولا أعرفها بالاستثناء، ثم يأتي ليقف حجر عثرة أمام أي مراجع يطالب بالاستثناء!

المديرون بشكل عام أنواع وأشكال، منهم من يعمل ويجتهد لنفسه ولوطنه، ومنهم من يجتهد ويعمل لمصلحته، ومنهم من لا يفكر إلا في مصلحته الشخصية ولا شيء آخر، لذا لا نستغرب أبداً عندما نرى المراجعين يتحدثون بالخير عن مدير، وينهالون باللعنات والدعوات والشكاوى على مدير آخر.

نصيحتي لكل المديرين، خصوصاً صاحبي المغرور، لو دامت لغيرك ما وصلت إليك، ولو كنت تظن أن القلم بيدك تقرر فيه ما تشاء، فتأكد أنه يوجد قلم آخر بيد غيرك يمكنه بكل ببساطة أن يجعلك موظفاً متقاعداً بلا أي صلاحية أو استثناء!

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر