ملح وسكر

ثمرة التخطيط والتركيز

يوسف الأحمد

فوز العين ببطولة دوري المحترفين جاء تتويجاً لما بذلته الإدارة العيناوية من دعم وجهد للفريق أوصله إلى صدارة الترتيب، وحسم بسببه البطولة مبكراً وقبل النهاية بجولات، ليحصد بالتالي ثمرة التخطيط والتركيز، ثم الانضباط الذي جعله شعاراً له خلال مشواره بالبطولة، ناهيك عن استغلاله لعثرات منافسيه الآخرين، والتي طوعها لخدمته بشكل جعله يُثبت مركزه بالصدارة، ويتوّجها بطلاً مستحقاً للمسابقة وللمرة الثانية عشرة في تاريخه، فإحرازه للقب يعتبر من المسلمات التي لا يمكن أن تخطو بعيداً عن أسواره، فهو أحد فرسان الرهان وأقطاب الدوري الذي تدور حوله دائماً الترشيحات، ولهذا فإن فرحة جماهير البنفسج بالبطولة أصبحت اعتيادية ولم تعد استثنائية، كما كانت في السابق، بعد أن أصبح فريقهم أحد زبائن الموسم الذي لا تخرج حصيلته وخزائنه من بطولة في كل سنة. ولأجل هذا فقد تحولت الأنظار العيناوية نحو ما هو أكبر وأغلى، وتحديداً نحو البطولة الآسيوية التي صارت مطلباً وهدفاً لجماهيره، بل باتت طموحاً مشروعاً لها، بعد أن وصل فريقها إلى حالة الاكتفاء الذاتي من البطولات المحلية، لذا صار من الضروري أن يتغير التفكير والمنهجية لدى العيناوية ليصبح مشروعهم المقبل الكأس الآسيوية.

«من الضروري أن يتغير التفكير والمنهجية لدى العيناوية ليصبح مشرعهم القادم الكأس الآسيوية».

تبقى المناوشات بين إدارات الأندية مشكلة قائمة لا تنتهي، خصوصاً عندما تحتد المنافسة بينها، حيث تلجأ بعض الأندية إلى استخدام كل الأوراق لديها من أجل التأثير في خصومها، وقد تكون ورقة الجمهور أخطرها، كونها سلاحاً من الممكن أن تطيش طلقته ويقع بسببها الجميع في المحظور، فما حدث في لقاء الشعب ودبي في دوري الهواة بالجولة الماضية ما هي إلا ممارسة وحيلة تلجأ إليها بعض الأندية للتأثير في غيرها، بعد أن حاولت إدارة فريق دبي منع جمهور الشعب من الدخول إلى المدرج المخصص لها لحجج وأسباب غامضة، لكن دافعها مفهوم، وهو حرمان الكوماندوز من جمهوره الذي حضر لتشجيعه في هذا اللقاء المفصلي في البطولة. وبسبب ذلك استاءت الجماهير من هذا التصرف، وعبرت عن غضبها من هذه الطريقة التي رفضتها وتعاطفت معها شريحة كبيرة من جماهير الدولة، فبغضّ النظر عن أسماء الأندية ومهما كانت حدة المنافسة والصراع، فإنه يفترض أن لا يتم التعامل مع جماهير الأندية بهذه الطريقة، خصوصاً ومدرجاتنا تعاني شحاً جماهيرياً وتكاد تكون خالية من الحضور طوال الموسم، رغم ما قدمه البعض من حوافز ومغريات لجذبها، لكن دون جدوى. لذلك فإن التضييق على الجمهور ومنعه كان ولايزال سبباً في ابتعادهم وهروبهم من المدرجات التي باتت تئن من هجر وغياب الجمهور، الذي لا يُلام في مثل هذه الحالة قبل أن يوجه اللوم والعتب للأندية بسبب تصرفات وسلوك بعض إدارييها التي بدلاً من أن تفكر في كيفية جذب وكسب الجماهير، تتحول إلى أداة للتنفير والطرد.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر