كل يوم

رفض يثير التساؤلات.. والشبهات!

سامي الريامي

لا مبرر لرفض جمعيات خيرية الربط والدخول إلى البرنامج الآلي، الذي ابتدعته دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي (إمارات خير)، فالبرنامج مفيد ومهم وضروري لجميع أطراف العمل الخيري، الجمعيات والحكومة ومتلقي المساعدات، وفيه من المزايا والتسهيل والفوائد ما يحتّم على جميع الجمعيات الخيرية الاندماج والاشتراك فيه فوراً طوعاً، وبرغبة ذاتية مقرونة بفرحة حقيقية، ودون تردد.. إلا إذا!

«إمارات الخير» برنامج آلي، فيه حلول تقنية وأكيدة لأكثر مشكلات العمل الخيري.

وإلا إذا هنا.. تعني بكل وضوح وجود مصالح شخصية، أو وجود أوجه صرف غير قانونية، أو وجود عشوائية وفوضى في عمل الجمعية الخيرية الرافضة للدخول في المشروع، ليس في ذلك اتهامات مباشرة لأي جهة أو شخص، ولا نشكك أو نقلل من جهد العاملين في مجال العمل الخيري، لكن منطقياً لا توجد أسباب تجعل مسؤولاً في جمعية يرفض أن يدخل في نظام آلي، يتيح له التعرف إلى أوجه الصرف المالي للجمعيات كافة، وأين تضع بقية الجمعيات أموالها، ولا يوجد مسؤول في جمعية خيرية، يهمه صرف أموال المتبرعين إلى المستحقين فعلياً، يرفض الاشتراك في برنامج يربطه إلكترونياً مع بقية الجمعيات ليتأكد من الحالات المتقدمة إليه، وهل تمت مساعدتها سابقاً في أماكن أخرى أم لا؟.. إلا إذا!

«إمارات الخير» برنامج آلي، فيه حلول تقنية وأكيدة لأكثر مشكلات العمل الخيري، ولعله من المناسب جداً لو أصبح الانضمام إليه قراراً اتحادياً إلزامياً لجميع الجمعيات والجهات الخيرية، إضافة إلى جميع المكاتب الرسمية، التي تقدم مساعدات مالية إلى المحتاجين، وبذلك ستصبح جميع أموال التبرعات والخير واضحة، يسهل الاطلاع والتدقيق عليها ومراقبة حركتها، إضافة إلى إمكانية تحليلها وتوجيهها، فإن لاحظت الحكومة صرفاً زائداً في وجه من أوجه العمل الخيري، ونقصاً واضحاً في وجه آخر، فإنها ستعمل على توجيه التبرعات إلى أماكن النقص.

والربط الإلكتروني الذي يعتمد عليه نظام «إمارات الخير» متميز بكونه مربوطاً ببطاقة الهوية، ما يجعله دقيقاً، وبذلك تم قطع الطريق على إمكانية التزوير في الأوراق، أو تبديل جوازات السفر، خصوصاً للمتقدمين من بعض البلدان التي يسهل فيها ذلك، وبضغطة زر واحدة يستطيع موظف الجمعية معرفة كل المساعدات والأموال والجهات المانحة لها، لأي حالة تتقدم للحصول على مساعدة من الجمعية، وبمعلومات تفصيلية كاملة، وبذلك تم قطع الطريق نهائياً أمام ممتهني مهنة العيش على مساعدات الجمعيات الخيرية، والحصول على أموال من غير وجه حق من جمعيات مختلفة، وبطلبات مختلفة في آنٍ واحد!

مشروع متميز، متعدد الفوائد، له أبعاد أمنية، وخيرية، واجتماعية، وله مزايا تنظيمية، وفوائد مباشرة على الدولة ومجال العمل الخيري والمتبرعين، وهو غير مكلف أبداً للجمعيات الخيرية، فهي غير مطالبة بأي كُلفة مالية، وليس عليها سوى إبداء الرغبة في الاشتراك في النظام، فالكلفة جميعها تحملتها دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، التي صممت ونفذت هذا البرنامج بناء على اطلاعها وخبراتها في مشكلات ومعطيات العمل الخيري بكل تفاصيلها، فهل هناك سبب مقنع يجعل بعض الجمعيات الخيرية ترفض الانضمام إلى هذا البرنامج؟! وهل هناك سبب مقنع يجعل مسؤولاً في جمعية خيرية يرفض التقنية، ويرفض الربط الإلكتروني، ويرفض العمل بشفافية ووضوح، بعيداً عن الفوضى والعشوائية والغموض؟.. إلا إذا!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

 

تويتر