5 دقائق

«امحق» حرية شخصية!

خالد السويدي

صار أي شخص، في الآونة الأخيرة، يشطح وينطح ويفتي في موضوع الحرية الشخصية، وحرية أن أفعل ما أشاء ما دمت لم أضر شخصاً بعينه، وحرية لا أعرف ماذا بالضبط، وكلما ظهر سفيه أو أحد من هؤلاء «الخبايل» والحمقى، ليأتي بفعلٍ نُكرٍ وتصرفات قبيحة لا تتماشى مع المجتمع، يخرج لنا أدعياء الحرية المزيفة للحديث عن الحرية الشخصية، وعبارة «ما بتدخلون مع الناس في قبورهم»، ولا تتدخلوا في حريات الآخرين، ليظهروا لنا أنهم المتحضرون وأصحاب الأفق وأنصار الحرية، حتى لو كانت حرية يرفضها الدين والعقل والمنطق.

بالطبع ليس من حق أحد التدخل في خصوصيات غيره، إلا في حالات محدودة كفلها القانون.

المشكلة أن هذه الحرية المزعومة لا تنطبق إلا على أشياء معينة، بينما يتغاضون عن الحرية في أشياء أخرى، عندما يتعلق الموضوع بخدش الحياء العام عند ارتداء الملابس شبه العارية في الأماكن العامة، وانعدام الذوق، والتصرفات القبيحة فهي هنا حرية شخصية، أما عندما تتعلق بالملتزمين أو الملتزمات، فهي تعتبر بالنسبة لهم تخلفاً وجهلاً ورجعية.

يسافر الشاب إلى أقصى الأرض ليعيش في فساد، فتكون حرية شخصية، وتسافر الفتاة بلا راعٍ ولا والٍ، وتضيع، فتعتبر حرية شخصية، وتصبح المجاهرة بالمعصية بقدرة قادر حرية شخصية.

صار من الممنوع أن ننتقد تدخين الفتيات للشيشة، لأن الرجال يدخنون كذلك، ويجب أن يكون الانتقاد بالمثل، وسواء حرق الرجل صدره بالشيشة أو حرقت المرأة شعرها من جمر الشيشة فالموضوع حرية شخصية، وإذا ما اتخذ أحدهم خليلة أو خليلات هنا وهناك فالموضوع يدخل في نطاق كذبة الحرية.

بالطبع ليس من حق أحد التدخل في خصوصيات غيره، إلا في حالات محدودة كفلها القانون، ولا أشجع أن يكون الواحد منا وصياً على غيره، لكن المصيبة أن دعاة الحرية الشخصية صاروا يهاجمون أي رأي يستنكر وينتقد تلك المظاهر والسلوكيات الشاذة، التي تفقع القلب والكبد.

هناك ضوابط دينية واضحة وصريحة، هي ليست عادات أو عرفاً أو قيداً، هي ضوابط من رب العالمين، يحق للإنسان أن يتحدث عنها ويدعو إليها، من شاء أن يخالفها فليتحمل وزرها، ومن التزم بها فله أجرها، قال تعالى: «وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ».. سواء أعجبك المقال أم لم يعجبك.. هذه حرية شخصية!

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر