مزاح.. ورماح

«السرواليون الجدد..!»

عبدالله الشويخ

لم يخلُ «الكاليندر» الخاص بي،طوال العامين الماضيين، من دعوة لأمسية ثقافية أو لحفل توقيع كتاب أو حضور ندوة لمفكر عالمي، لقد خدعتهم جميعاً بلبس قناع المثقف، صدقني لم يكن الأمر صعباً، نظرة مجنونة تضعها على وجهك، استخدام مصطلحات لا يفهمها غيرك مثل: «استحلاب السوائل الفكرية المجهضة ثورياً»، أو «الارتجاع الجيوسياسي للعقل الجمعي»، وجملتي المفضلة: «تناضح الاختلاف الجيلي مزدوج الفكر»، لعيب يا ولد! تخيل حين يأتي أحدهم ليسأل عن الحديث الدائر عن الوحدة الخليجية وأقول له: بالطبع هي خطوة على الطريق الصحيح ولكن علينا حل إشكالية تناضح الاختلاف الجيلي مزدوج الفكر، هل ستتوقع أنه سيستمر في الحوار؟ لقد كانت لكمتي قاضية، بالمناسبة هل تذكرون حين كنا صغاراً نحلم بالوحدة العربية، «العربييييي، العربية»، اليوم نحلم بالوحدة الخليجية، هل أتخيل أن «نطاق الألواح التكتونية القابلة للاتحاد» يصغر؟ أم أنني مخطئ؟

المهم بعيداً عن القصص التي تأخذك في رحلة لاكتشاف نجوم المجرة، في العام الأخير انقطعت الدعوات الموجهة لي، لماذا؟! لا أعرف يبدو أنهم اكتشفوا أمري! قمت بعمل «أبديت» جديد لما يجب على المثقف أن يكون عليه، فاكتشفت أنه في فيرجن 2015 عليك أن تكون ملماً بشكل كامل بالأعمال الفنية، حسناً في حياتي المليئة بالحل والترحال والتجارب والخرفنة لم ازر سوى «غاليريا» واحدة لعرض اللوحات، وبصدق فقد كانت نصف اللوحات المعروضة هناك «خرابيش جاج»، كما يحلو لزملائي وصف مقالاتي، لون هنا وبقعة هناك، وترى سبعة من «متذوقي الفن»، بطاقياتهم الشهيرة والغليون، يتحدثون عن البعد النفسي لقضايا استغلال المرأة في اللوحة، استغلال المرأة! اللوحة أصلاً لا أثر للون «البمبي» فيها إطلاقاً! استغلال المرأة لدي حين ترسمه يجب أن يكون هناك جزء غير صالح للنشر فيها، ويجب أن يستخدم الرسام كل أو نصف ما يحفظه من ملامح كيم كارديشيان البذيئة، بحسب حالته الإيمانية!

تريد أن تصبح مثقفاً اليوم عليك أن تتذوق اللوحات الفنية، إن لم تفعل فأنت لست منا! لا باس سنحاول يا أصدقاء الريشة أن نجاريكم، أعرف الألوان الثلاثة الرئيسة: الأزرق والأخضر والأسود، وأن البنفسجي هو مزيج من الأخضر والأزرق، لا خوف علي، ولكن الخوف على المساكين الذين تحمسوا لدرجة شراء لوحة بـ300 مليون دولار! من الذي أتى بسيرة الذين يموتون تجمداً هنا؟! 300 مليون دولار لكي يقول العالم: واو يالها من شعوب مثقفة محبة للفن، حسناً لنغلق الموضوع قبل أن يتسع رتق اللوحة على الكاتب!

أتذكر الآن قصة حدثت في أحد اجتماعات شركتنا الأجنبية لبيع حلول معينة لدائرة حكومية، قام المدير الأجنبي بإضافة صفر يمين جميع الأسعار التي وضعناها في العرض، وحين قلنا له إن هذا كثير أجاب بكلمة واحدة: Milk the cow!

«واللي معاه قرش محيرو يجيب حمام ويطيره»، يبتوع الحمام! يا بتوع السطح، يا فنانين!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر