5 دقائق

القمة في همة الأمة

د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد

تابع الناس أجمعون القمة الحكومية التي عقدت في اليومين الماضيين، وحضرها الجمُّ الغفير من المسؤولين من رأس هرم الدولة وكبار مسؤولي الداخل والخارج، بمختلف درجاتهم، وكانت بحق إحدى مفاخر الدولة عامة وإمارة دبي خاصة، والذي يعنينا في هذه الزاوية شيئان:

الأول: الشفافية التي طرحها أصحاب السمو الشيوخ، والهمة الوثابة في خدمة البلاد والعباد، فإنهم ــ حفظهم الله تعالى ــ مع ما بذلوه من الجهد في الرقي بالبلد، أرضاً وإنساناً، حتى أوصلوه إلى هذا المستوى الراقي الذي لا تبلغه الشعوب في عشرات السنين، وبلغته الإمارات في زمن قياسي، مقارنة بالنظائر المحيطة والبعيدة.

«الأمم تأخذ تجارب الآخرين لتسير عليها فتحقق النجاح من أقصر الطرق، فإن التجربة أبلغ من النظرية.

مع كل ذلك، فإنهم يتحدثون عن طموحات أكبر، ومستقبل أكثر إشراقاً وتقدماً في شتى المجالات، وكأن الرقم 1 الذي وضعه الشيخ محمد هدفاً منشوداً، هو الآن قاب قوسين أو أدنى، وهكذا تكون الهمم العالية التي تتعب، وتجد في التعب لذة مادام يحقق نتائج تسر الناظر وتجبر الخاطر.

الثاني: هو هذا الالتفاف والاصطفاف من الشعب للقيادة، المفعم بالمحبة، المليء بالعرفان والتوقير، المتأهب للبذل بما يحقق تلك الطموحات الكبيرة للحاضر والمستقبل، فكان الشعب مع القيادة كأنهما حلقة مفرغة لا يدرى أين طرفاها، وبذلك يمكن تحقيق المأمول، والوصول إلى سَنا العز المنشود.

فمثل هذا كله يجعل الشعوب ترى أن ما يسعون إليه لأنفسهم وبلدانهم لا يمكن الحصول عليه إلا بمثل هذا النموذج المتكامل، والأمم تأخذ تجارب الآخرين لتسير عليها، فتحقق النجاح من أقصر الطرق، فإن التجربة أبلغ من النظرية.

ومع ما تبذله الإمارات من العطاء للشعوب، لاسيما المحرومة، إلا أن هذه التجربة التي تعيشها هي أحسن من عطاءات كثيرة، فإن العطاءات قد لا تحقق للناس السعادة المنشودة، فهي تجبر الخَلّة الآنِيَّة، بينما الاحتذاء بالتجارب الراقية هو أفضل نفع مستدام، فيجعل المرء يبني ولا يتكل، وينافس ولا ييأس، وهذا مراد كل الناس، فإن لدى الجميع العزة التي لا يساوم العقلاء بها، إلا أن الضرورات قد تجعل منهم حالاً غير مَرضي في حالة الاختيار.

فعلى هذه الشعوب أن تستنير بهذا النور المادي المبذول، وأن تتر ك التطاحن الذي لا يحقق للشعوب إلا الوبال في الحال والمآل.

إن محاور القمة وما طرح فيها ليس للإمارات فحسب، بل لكل من أحب السير في خُطاها لتحقيق الخير، والعز الكبير، والسعيد من استفاد وترك العناد، وسعى لتطوير الحاضرةَ والباد، واهتم بالأبناء والأحفاد، وضرب في الخير بكل سهم وواد.

«كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي»

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر