مزاح.. ورماح

بيل غيتس.. وحليب التيس!

أحمد حسن الزعبي

لم يدهشني شيء وأنا أقرأ سيرته الذاتية، كما لم تقرصني جملة «أستطيع أن أفعل أي شيء أضع كل تفكيري فيه»، على الرغم من فصاحتها وقوتها، حتى أصبحت الدستور الخاص لذلك الشاب الأميركي الأشقر، كما لم أفاجأ بشهادة أحد أصدقائه في تلك الأيام عندما أقرّ بأن «بيل كان أذكى منهم جميعاً، ومع ذلك فقد كان متواضعاً»، «ولم يلفت انتباهي أنه رغم صغر سنه آنذاك، حيث كان عمره تسع أو 10 سنوات، ولكنه كان يتكلم كالكبار»، فكثير من أبنائنا «بس خذ منه حكي» فهذه ميزة لا تصنع مليارديراً.

كما لا تعدّ فترة انتقاله من مدرسته الابتدائية الراقية إلى مدرسة إعدادية أكثر رقياً علامة فارقة في حياة الصبي، فلدينا من أبناء الذوات ورجال الأعمال المئات، ممكن يحتّلون مقاعد المدارس النموذجية ولا يستطيعون أن يفكوا «برغي من صمونة».

المدهش في حياة الرجل أنه في عام 1968 قررت المدرسة شراء جهاز كمبيوتر، وفور اقتناء المدرسة هذه الآلة الجديدة، تغيّرت حياة بيل غيتس كلياً، حيث كان يمضي مع زميليه جل أوقاتهم في الجلوس والاهتمام بالكمبيوتر، حتى إنهم أصبحوا يعرفون خفايا هذا الجهاز أكثر من معلميهم، وبدأوا تصميم برامج بسيطة عن حركة المرور في الولايات المتحدة، تعلّقهم الشديد هذا سبّب لهم مشكلات عدة مع مدرسيهم، خوفاً من أن تلهيهم هذه الآلة الجديدة عن دروس مهمة مثل الرياضيات والعلوم، ولم يكن أحد يعرف أن بيل غيتس، وأحد زميليه في المدرسة، سيؤسسان في ما بعد أهم شركة في العالم «ميكروسوفت».

تخيّلوا سنة 1968 كان الكمبيوتر حاضراً في مدرسة إعدادية وفي متناول الطلاب، بينما في السنة نفسها، أي عام 1968، اجتمع وجهاء القرية عندنا وبدأوا ينظرون من شقوق السماعات ليروا لون «بيجامة المذيع» الذي يتحدث في الراديو، فقد كان همهمّ أن يعرفوا لون البيجامة أكثر من طريقة تصنيع الراديو نفسه، وفي السنة نفسها التي صمم بها بيل غيتس برامج على الكمبيوتر حول النظام المروري في بلاده، ظهر تيس حلوب هرعت إليه كل المدن والمناطق القريبة للاستشفاء منه، ليكتشف في ما بعد أنه مجرد عنزة «مسترجلة» لا أكثر، وفي السنة نفسها التي عمل بي جيت برنامج على «البيسك» مات ثلاثة رجال في قرية مجاورة، وأصيب أربعة بكسور مختلفة في الحوض والساق والأضلاع، وقطعت الأذن اليمنى للخامس، وهرب اثنان ولم يعودا حتى لحظة كتابة هذا المقال، بعد أن دبّت مشاجرة عنيفة على «بغلة حولاء» علكت سنبلتَي شعير بالخطأ.

بتلوموني ليه..

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر