كل يوم

الصحافة الإلكترونية المنظمة.. خطوة ناجحة

سامي الريامي

في القاهرة، انعقد منتدى الصحافة الإلكترونية في دورته الرابعة تحت شعار «حرية.. مسؤولية.. مهنية»، ووزّع المنتدى الجوائز على فئات مختلفة من المواقع الإلكترونية الإخبارية، وأصحاب المبادرات الشخصية والمؤسسية الرائدة في مجال الصحافة الإلكترونية.

كما منح المنتدى مديرة المكتب الإعلامي لحكومة دبي منى المري، لقب شخصية العام الإعلامية لعام 2014، نظراً إلى جهودها في تطوير محتوى الإعلام ودعمه على المستويين المحلي والعربي، وحصل نادي دبي للصحافة على تكريم خاص، باعتباره أكثر المؤسسات العربية دعماً للصحافة، من خلال تنظيمه المنتديات الصحافية، ومنح جائزة دبي للصحافة التي تعد أبرز وأكبر جائزة من نوعها في الوطن العربي، وتسلمت الجائزة مديرة النادي الزميلة منى بوسمرة، وحلّت «الإمارات اليوم» في المركز الثالث عربياً بين الصحف العربية ذات التأثير الإلكتروني.

«لا خلاف على أن السنوات المقبلة سيتغير فيها شكل الصحافة، كشكل، لكن مضمونها سيبقى ثابتاً مهما تغير هذا الشكل، وستظل مهنة راقية ومهمة وحيوية لا غنى للبشرية عنها».

لا يختلف أحد على أن الصحافة الإلكترونية هي المستقبل، قد نختلف على موعد قدوم هذا المستقبل، وهل سيكون بعيداً أم قريباً، لكن لا خلاف على أن السنوات المقبلة سيتغير فيها شكل الصحافة، كشكل، لكن مضمونها سيبقى ثابتاً مهما تغير هذا الشكل، وستظل مهنة راقية ومهمة وحيوية لا غنى للبشرية عنها، سواء كانت على شكل ورقي أو إلكتروني أو على هاتف جوال.

ما يلفت الانتباه في التجربة المصرية هو إنشاء اتحاد للصحافة الإلكترونية يهدف إلى تنظيم هذه المهنة، ووضعها على الطريق الصحيح بضوابط وأخلاقيات عمل، وميثاق شرف، يضمن ممارستها بحرية مسؤولة، وبمهنية عالية، تواكب وتوازي المهنية الصحافية المعروفة بمعاييرها في الصحافة الورقية منذ ظهورها، لذا شكلت التجربة التطوّر الطبيعي في الصحافة، ورسمت إطاراً قانونياً وأخلاقياً لما يجب أن يكون عليه الصحافي الإلكتروني والصحافة الإلكترونية.

تم رفع شعار المهنية أولاً وثانياً وثالثاً، وذلك لوضع حدّ للفوضى الإلكترونية، بعد أن أصبح كل شخص مؤسسة إعلامية مستقلة، يصور وينقل الأحداث، وينشر كل ما يريد، وقتما يريد، دون ضوابط أو أخلاقيات، ودون التزام بأي مبادئ أو قيم، وبصورة تشكل تعدياً على حريات الآخرين، وهذا ما كافحه اتحاد الصحافيين الإلكترونيين العرب، الذي تشكل في مصر بشكل قاطع وواضح، من خلال مبدأ «لك الحرية، ما لم تضر غيرك»!

ما حدث في مصر تجربة ثرية تستحق الدراسة، فمصر التي خرج منها عمالقة الإعلام في السنوات الطويلة الماضية، بادرت مجدداً بتنظيم الفضاء الإخباري الإلكتروني من خلال جسم قانوني معترف به، واستطاع الصحافيون الإلكترونيون انتزاع حق دستوري بإضافة مواد دستورية تصب في الاعتراف بهم وتأطير عملهم بشكل قانوني رسمي، كما شاركوا في وضع القوانين الصحافية والإعلامية ضمن اللجان الرسمية التي عدّلت قانون الصحافة في مصر، وهم الآن يشقون طريقهم بثبات باتجاه سنتهم الخامسة، ووضعوا لها الخطط والبرامج التدريبية والتأهيلية اللازمة لتكريس مهنية العاملين في هذا القطاع، ولضمان تحقيق انتشار أوسع على مستوى الوطن العربي.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر