5 دقائق

الحلو للحلو يا حلو!

خالد السويدي

الفستان الحلو للحلو، طبعاً منطقياً قد لا يكون الموضوع مقبولاً، فقد يكون الحلو مناسباً لغير الحلو! وإلا سنعتبرها عنصرية لا يمكن القبول بها.

الحلو للحلو وغيرها من الجمل والعبارات تسمعها العديد من الفتيات والسيدات، خصوصاً المواطنات، عندما يترددن على المحال التجارية التي يعمل فيها البائعون الذكور من الجنسيات العربية من نوعية شادي وفادي ورامي، وهنا لا نخص شخصاً بعينه، بل قد يكون شادي قمة في الأدب والاحترام.

في أغلب الأحيان يبدأ الموضوع بنظرة مركزة من البائع باتجاه الزبونة، تشبه الماسح الضوئي (سكانر).

الموضوع ليس منذ سنة وسنتين بل هو أكثر من ذلك بكثير، ولكن نراه بدأ يزداد كثيراً هذه الأيام، خصوصاً مع نوعية الفتيات اللواتي يؤمنَّ بحاجتهن إلى معاملة خاصة وعبارات معسولة من البائعين، لتليق بالحسن والجمال وكميات البودرة والمكياج والإكسسوارات والساعات الثمينة والهاتف المرصع بالألماس.

في أغلب الأحيان يبدأ الموضوع بنظرة مركزة من البائع باتجاه الزبونة، تشبه الماسح الضوئي (سكانر)، طبعاً من واقع الخبرة يستطيع الحكم على الزبونة، هل ستنفع معها الكلمات المعسولة؟ وهل ستقتصر على إغرائها بالشراء؟ أم أن الموضوع قد يكون قابلاً للتطور في اتجاهات أخرى؟

يبدأ جس النبض بعد أن تختار الزبونة الفستان أو غيره، وتنطلق تلك العبارات العابرة للقلوب النسائية، الله شو (بيجنن) الفستان عليكِ، أنا شايف إنه مناسب لجسمك الحلو، أصلاً أنتِ ما يليق عليكِ إلا الغالي.

وعندما يكون هناك قبول ستكثر الكلمات المعسولة، وربما لا يترك مسافة آمنة بين الطرفين، وقد يتم تبادل أرقام الهواتف لإرسال العروض بـ«الواتس أب» وغيره، وقد يعتبرها فريسة ربما يتزوجها ويستطيع استغلالها مستقبلاً لتصرف عليه، وقد تكون من جهة أخرى فتاة خبيثة تتعمد هذا الدلع لتحصل على خصم إضافي، وتثبت أن المرأة قادرة على ترويض أي رجل.

باختصار الكثير منا سمع الكثير من المواقف المشابهة سواء كانت في المحال التجارية أو حتى في العمل، مواقف يجب أن تتعظ منها معشر السيدات سواء كن مواطنات أو يحملن أي جنسية أخرى، البائع والرجل المحترم يعرف حدوده حتى لو كانت السيدة قليلة أدب، والسيدة المحترمة لا يمكن أن تعطي مجالاً لمثل هؤلاء ليتمادوا بالقول، وإن فعلوا فإنها قادرة على تأديبه وإيقافه عند حده بالقانون، لعل في ذلك عبرة لمن يعتبر.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر