مزاح.. ورماح

طبق.. طبقكم!

أحمد حسن الزعبي

ونحن في سن السنافر كنا نشاهد التلفاز ونشرات الأخبار الرسمية مطلقين مناطيد الخيال في سماء التفكير، ليعود إلينا بسؤال لحوح يطرق أدمغتنا.. ترى ماذا يأكل الزعماء في قصورهم؟! دجاج محشي.. ديك رومي.. خروف «مكتّف».. «قعود» مصنّف؟ وإذا ما سال لعاب الاشتهاء على «صحن حلو» سيما في الليالي الشتوية - ولأن بعض الأصناف عندنا كانت تمتثل لأغنية فيروز: زورونا كل سنة مرة - كان أحدنا يقول لشقيقه أو رفيقه وهو بمنتهى الدوخان: «لو أصير ملك.. رئيس.. غير كل يوم آكل كنافة»، فمن وجهة نظر الصبي لا شيء يوازي استحقاق الزعامة غير «صحن الكنافة» نفسه!

على أي حال كنت أعتقد أن أطفال العالم العربي هم من يسألون بينهم وبين أنفسهم ماذا يأكل الزعيم في قصره، لأكتشف أنه سؤال عالمي بامتياز يدق في توقيت العمر نفسه أينما كانت الجغرافيا ثم يتلاشى عند الكبر.

وإجابة عن بعض أسئلتنا بأثر رجعي، فقد صدر كتاب جديد باللغة الإنجليزية يتحدث عن عادات بعض زعماء القرن العشرين ومأكولاتهم المفضلة، ربما قد يجيب، أو يعطي مقاربة، عن التساؤل الطفولي الذي يسأله أطفال القارات الست الفاتحون أفواههم للأخبار والأقدار.. خذوا مثلاً.. الرئيس « هاستينغز كاموزو باندا» زعيم مالاوي الراحل عام 1997 كان طبقه المفضّل من الديدان، سواء كانت مجففة «شغل تسالي» أو مقلية «فاست فود»، أو مشوية ع الفحم .. من باب التغيير في بعض الأحيان!

أما زعيم كوريا الشمالية الراحل في 2011، كيم جونغ إيل، والد ديكتاتورها الحالي كيم جونغ أون «الله يسلمه»، فكان مجنون خمور فاخرة وكونياك، ولحم خنازير يستورده خصيصاً من الدنمارك، كما يعشق الكافيار الذي يأتي من إيران، وكعك الأرز من اليابان، بالإضافة إلى عشقه للسمك النيئ.

أما الزعيم الألماني الشهير، أدولف هتلر، فإن طبقه المفضل فراخ الحمام المحشوة باللسان والكبد والفستق «رجل مِذوق»، أما الزعيم السوفييتي جوزف ستالين فقد كان طبقه المفضل قريباً من طبق أبو الشباب «هتلر».. كان يعشق الدجاج مع الجوز والتوابل.. ننتقل إلى الحاكم الأوغندي السابق عيدي أمين دادا، الذي توفي عام 2003، فقد كان يتناول 40 برتقالة يومياً.. وكان فيدل كاسترو زعيم كوبا الشهير مدمناً على حساء من لحم وعظام السلاحف، بكامل أنواعها.

كما قرأتم، هذه نماذج لبعض أطعمة الزعماء العالميين، فهي لا تبتعد كثيراً عن السياسة، فمنهم من يعشق أكل الحمام «رمز السلام»، ومنهم يهوى التهام «الدجاج» رمز الطاعة، ومنهم الألسن «رمز الحرية»، ومنهم الكبد «رمز الانتقام»، ومنهم البرتقال «رمز الابتزاز»، ومنهم عظام السلاحف «رمز التأخر وضعف النمو».

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر